الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبي الرحمة ونبي الملحمة الضحوك القتال محمد بن عبد الله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الله تعالى : {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين، ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم، إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذاب أليم، ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين، ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فأمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم }.
بداية وقبل كل شيء نؤكد أن الشيخ أسامه بن لادن حفظه الله في أمن وآمان وينعم بصحة وعافية ورفقة صالحة يعد ويجتهد معهم للمرحلة المقبلة، فالقاعدة تتوجه بجزيل الشكر والامتنان لكل من تعاون معها ويسر مسيرها سواء بالنفس أو المال أو اللسان والدعاء خاصة، ونخص بالذكر قبائل أفغانستان وباكستان التي فتحت لنا صدورها ودورها وقدمتنا على أبنائها وذويها في المأكل والمشرب والملبس والمسكن فجزاهم الله خيراً ولهم فخر الدنيا وعز الآخرة بمناصرة المجاهدين والوقوف معهم، كيف لا وتلك القبائل هي التي تحطمت على صخور جبالها الشماء الأمبراطورية الإنجليزية.
أمتنا الحبيبة لا تحزني وقري عيناً فما حدث في أفغانستان كبوة سرعان ما تندمل وتزول بإذن الله تعالى، واعلمي أن أبناءك على عهدهم، شاهرين سيوفهم حاملين أرواحهم على أكفهم، راغبين فيما عند الله، شعارهم :
ركبنا الصعاب لبسنا الصمود
لنرفع لواءً يسود الوجود
فهنيئاً لمن اصطفاه الله من أبنائك واستشهد من القصف الصليبي.
ونبشر أمتنا المسلمة أن الله سبحانه وتعالى وفقنا ومن علينا بإعداد برنامج جهادي يناسب المرحلة الحالية وفق المتغيرات والمستجدات وكل ما أصابنا في أفغانستان لن يعيق مسيرتنا ولن يغير ما عقدنا العزم على نيله فأبناؤك أبناء القاعدة ( قاعدة الجهاد) قد أعدوا واستعدوا لمثل هذه الأيام ولن يقر لهم قرار مهما أصابهم حتى ينالوا النصر أو الحياة الخالدة {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون}.
وفي إطار هذا البيان نؤكد أن ما يعلنه وزير الدفاع الأمريكي حول خسائرنا وما نالوه منا إنما هو محض افتراء وكذب بنسبة 90% منه، وللإيضاح فإن أعداد المجاهدين الذين يواجهون الغزو الصليبي أقل بكثير مما يعلن عنه الصليبيون وذلك لحاجة هذه المرحلة إلى القلة إلا أن قلتنا أصبحت في أعينهم كثرة بعون الله تعالى لنا، ولتعلمي أمتنا أن شهداء المجاهدين – نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله – لا يعادلون ربع مجموع قتلى الصليبيين، فقد قتلنا منهم وأعوانهم ما يقرب من 6000 آلاف منذ بداية المعركة وهم بفضل الله تعالى لم يقتلوا من المجاهدين ربع هذا العدد لا يشكل العرب منهم إلا العشر أو يزيدون قليلاً، رغم البون الشاسع بيننا في الإمكانات والتجهيز والدعم والتنسيق، إلا أننا في بداية المعركة وأمامنا جولات وجولات {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }.
ولتتذكر أيها الوزير وكذلك أحمق البيت الأبيض أن جنودكم قد فروا مذعورين من عدن وانهزموا في الصومال وركلتم بالأقدام في كينيا وتنـزانيا وتلقيتم الطعنة النجلاء في عدن مرة أخرى وصفعتم في عقر داركم في نيويورك وواشنطن، ولا زال الخير في أمتنا والأيام ستثبت لكم أنكم لن تفروا من قبضة أبناء الأمة الإسلامية مهما طال بغيكم و عظم شركم.
أما حالكم مع شعبكم فيمثله قول الله تعالى : { فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين}، وليفهم الشعب الأمريكي هذا وليكن على يقين أننا بفضل الله له بالمرصاد فالنظام الأمريكي هو وليد الشعب الأمريكي وهو منه وله وكذلك الشعب اليهودي في فلسطين، ونحن على العهد الذي قطعناه والشيخ أسامه حفظه الله مع الله لا مع البشر، أنه لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعاً في فلسطين وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم ويعود جميع أبنائنا من سجون أمريكا وكوبا ويعود للأمة الإسلامية كامل عزها وقوتها وترفع راية التوحيد عالية لتسود العالم وتسوسه لا يخالفها إلا مستذل مستصغر.
وليعلم كل من تعاون وعمل تحت راية الصليب من حكام مهدوا لهم أو عشائر أو أفراد قاتلوا معهم أن ساعة الحساب قادمة فلا يلومن هؤلاء إلا أنفسهم، الذين باعوا الآخرة بالدنيا وارتدوا على أعقابهم خاسرين وأساؤا إلى أمتهم وهي منهم براء.
أما أبطال الجهاد المبارك في فلسطين الذين أرغموا أنف العدو الصهيوني وأجبروه على طلب الهدنة، فاعلموا أن حكام العرب الذين عقدوا مؤخراً قمة في بيروت إنما يسترون بها تخاذلهم وحقيقة ولائهم فبقمتهم هذه يمدون يمناهم لشارون واليسرى يطعنون بها الشعب الفلسطيني البطل، ويحبطون حماسة الشعوب الإسلامية ويحتوون نصرتهم، ويأمّنون مستقبل اليهود في المنطقة والتي لا تزال أعلامهم ترفرف فوق ديارهم، فهم يعملون على وأد الجهاد الذي عم عبيره الآفاق بدماء الشهداء الطاهرة من مكرهم، إن الذي صنع هذه البطولات هو الشعب الفلسطيني أما الحكام العرب فهم (يتوسلون ) للأمريكان ولليهود ليحافظوا على سلطانهم المستمد منهم، أما الذين يستمدون سلطانهم من الله فليس لهم منهم إلا السيف.
إن الجهاد في فلسطين لا يمثله إلا هذا الشعب البطل والشعوب الإسلامية الداعمة له، أما الذين يقايضون على دماء الشهداء بثمن بخس يخدرون به الضمائر المخلصة باسم الحق في التعويض، فأعلموهم أن دماء وأرواح الشهداء لا تباع ولا تشرى ولا يساوم عليها ولا ثمن لها إلا استسلام أو فناء اليهود وهلاك من حالفهم.
كان الأولى على هؤلاء الحكام الذين قبعوا على أنفاس شعوبهم وأطلقوا زبانيتهم لقمع شعوبهم أن يبنوا جيوشهم ويجهزوا لمثل هذا اليوم وهم الذين أنفقوا ثروات الأمة لتثبيت سلطانهم على حقوق المسلمين وحرياتهم الشرعية.
فيا أمتنا الحبيبة نهيب بك أن توفري الدعم الكامل من السلاح والمال والرجال والدعاء لاستمرار الجهاد المبارك في فلسطين مؤكدين أن الجهاد متعين على جميع الشعوب المحيطة بفلسطين ويتجاوزهم إلى كل الأمة حيث لم يحصل بهم دفع للعدو الصائل وكفاية لهذا الثغر.
يا أمتنا المسلمة تجاهلي حكامك وحطمي قيودك وحدودك، تجاوزيها راغبة فيما عند الله رجاء رضاه، خائفة من سخطه وانتقامه.
أما الشعب البطل المجاهد المرابط فالله يقول له وللمؤمنين {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}.
وإلى اللقاء في أرض العزة فلسطين
قاعدة الجهاد : 26 محرم 1423هـ – 9 أبريل 2002م