تفاعلا مع قضايا الأمة، ومواكبة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية على أيدي الصهاينة، نظم فرع رابطة علماء المغرب بالناظور محاضرة تحت عنوان “واجب الأمة نحو القضية الفلسطينية” ألقاها الدكتور بدر المقري وذلك بقاعة العروض بالغرفة الفلاحية يوم الأحد 07 أبريل الجاري. وقد عرفت حضورا مكثفا يدل على المساندة القوية للشعب الفلسطيني في محنته. وقد قدم الأستاذ ميمون بريسول – وهو نائب رئيس الفرع-بكلمة باسم فرع الرابطة ذكر فيها بمواقف الرابطة الداعمة للانتفاضة، وبالطبيعة الإجرامية لليهود من خلال وصفهم في القرآن الكريم ومذكرا أيضا بأهم المحطات التاريخية مع هذا الكيان الغاصب. وفي نهاية كلمته ناشد الجميع بدعم الانتفاضة وحيى المسيرة الوطنية التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي نظمت في نفس الأثناء بالرباط.
ثم تناول الكلمة الدكتور بدر المقري – وهو أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة – حيث استهل موضوعه بما كتبته الممرضة الفرنسية ريم النابلسي في مذكرتها التي روت فيها مشاهداتها في “صبرا وشتيلا” إذ كتبت (إن طريق فلسطين هو طريق الله أكبر). وأشار السيد المحاضر إلى كون العدو الصهيوني ينطلق في حربه من عقيدته المحرفة في كل خطوة يقدم عليها، وبالتالي فإن حربنا ضده ينبغي أن تكون عقدية ونبه منذ البداية إلى أنه قبل السؤال عن واجب كل واحد نحو القضية الفلسطينية، يجب أن نعرف عدونا وطبيعته وتصوره وبين أن حقيقة اليهود تؤخذ من مصدرين أساسيين: الأول هو القرآن الكريم والثاني هو واقعهم الإجرامي، حيث أثار الحاضرين بمقتطفات من تقرير لجنة الحقوقيين الدوليين الذي نشر ضحايا المجازر الصهيونية إلى حدود 3 أبريل الجاري، ونسبة الأطفال المصابين وأنواع الإصابات وعدد الشهداء وأنواع الإعاقات فكانت النتيجة مرعبة. وتساءل المحاضر عن السر الكامن من وراء كل هذا العشق للدم الفلسطيني، وأردف مجيبا بأن ذلك كله يتم تحت غطاء ديني يتجلى في إطلاق عبارات دينية على مجازرهم وعملياتهم الهمجية من مثل “سلام الجليل” الذي أطلقوه على مذبحة صبرا وشتيلا “وعناقيد الغضب” على مجزرة قانا، و “زيارة مشروع الهيكل” على تدنيس شارون لحرمة المسجد الأقصى. بل إن ا سم كيانهم له دلالة دينية، مذكرا بنصوص من العهد القديم على ذلك.
وتناول في النقطة الموالية تنوع أساليب الصهاينة في الهيمنة من الاحتلال العسكري إلى الهيمنة الاقتصادية، كما هو مسطر في مشروع بيريز في مشروعه الشرق أوسطي، ثم ذكر بتاريخ الحركة الصهيونية، وأنها بدأت مع نابليون بونابرت الذي دعا في مذكراته يهود أسيا وإفريقيا إلى التجند تحت لوائه وإحياء أورشليم القديمة، وأشار كذلك إلى العنف الذي يطبع الذاكرة اليهودية ووعيهم الديني، كما فسر سر انحياز الغرب المسيحي إلى اليهود لكون العهد القديم أصلا معتمدا لدى النصارى وشكل شطر تصورهم الديني ومرجعيته الأصلية. وهذا ما يفسر تصريحات بعض الغربيين والمسؤولين الأمريكيين بخاصة الداعمة للصهاينة على حساب أصحاب الحق الشرعيين ،وبالتالي يجب على المسلمين أن يراجعوا دينهم لأن ذلك هو السبيل الوحيد لفهم طبيعة العدو، وبه يمكن مقاومته.
وذكر بمجموعة من خصائص المجتمع الإسرائيلي التي تتلخص في عقلية الجماعة، وكونه مجتمعا عسكريا، وأنه لا يتوفر على دستور مكتوب، ولم يرسم لكيانه حدودا، وأن برامجه التعليمية تصاغ في وزارة الدفاع، وأن مجتمعهم مجتمع ديني متفق على المشروع الصهيوني رغم فسيفسائه المتعدد الجنسيات، إذ الثابت هو الانتماء إلى الهوية اليهودية، والمتحول هو الجنسية الوطنية.
وليضفي المحاضرعلى كلمته صبغة عملية بعيدا عن التهويل من شأن الآخر، طرح مجموعة من النقط والأمور التي يمكن بها مواجهة العنف الصهيوني ودعم المقاومة الفلسطينية المباركة، منها:
1-واجب على المدى البعيد، يتمثل في تكوين أناس أسوياء يقتحمون العقبات، متمكنين من عناصر التربية الإيمانية، مدركين لطبيعة الصراع.
2- ضرورة مقاومة التطبيع والتجند ضده، واعتبر ذلك واجبا شرعيا.
3- مد يد العون للفلسطينيين لاستمرار المقاومة. وذكر بالمبلغ الباهض الذي تكلفه العمليات الاستشهادية والذي قد يصل إلى خمسة ملايين سنتيم للعملية الواحدة.
4- ضرورة التأكيد على جانب البحث العلمي وعقد مقارنة بين ميزانية جامعة تل أبيب التي تصل إلى 40% من الميزانية ا لعامة، والجامعات العربية التي لا تتجاوز في أحسن الظروف 0,3%.
5- مقاومة التطبيع الثقافي والاقتصادي.
6- الدعاء بشكل دائم ومستمر.
إنجاز الأستاذ : نجيب أزواع
عضو رابطة علماء المغرب