د. يوسف الكتاني يرد على المتجرئة الـتــي شـتــمـت الإمـــام البخـــاري


نشرت جريدة  (الأحداث المغربية) في عددها 1157 الصادر بتاريخ 23 مارس 2002 مقالا بعنوان “البخاري كان بينه وبين الحق حجاب” وبجانبه بالخط العريض الآية الكريمة:”يا أيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء”الآية،مما يوحي بالمعنى المقصود من المقال،لكاتبته خديجة البطارغير المعروفة في مجال البحث والدراسة،ولا من أهل التخصص حتى تسمح لنفسها بالكتابة في ميدان العلوم الإسلامية خاصة علم الحديث،وتهاجم رمزا من رموزنا الإسلامية يأتي في الرتبة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين،أمير المؤمنين في الحديث،الإمام محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح،ثاني كتاب في الصحة بعد كتاب الله،كما أجمعت عليه الأمة الإسلامية كلها منذ صدوره إلى اليوم،منذ أكثر من اثني عشر قرنا دون منازع.

وأشهد بأنني ذهلت ذهولا لم يصبني قط وأنا أقرأ المقال، سواء بأسلوبه البعيد عن المنهج العلمي وقواعد اللباقة وآداب الحوار،أو في عباراته الوقحة،وفي سبه شخصية من رموزنا الإسلامية الفريدة،بألفاظ بذيئة،كعبارة”أخرج قبحه الله” يعني البخاري أو “بشكل همجي”أو”هذيان البخاري”أو”من مخازيه كذلك روايته لحديث يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم دون أدنى وجل”وكقول المقال”:كما أنه يتضمن في صحيحه شرا وظلما فادحا في الحدود لأنه ينص على قطع يد السارق حتى في البيضة والعياذ بالله،وذلك لجهله بالنصاب وشروط القطع…بينما الصحيح وجد في كتب الفقه الأخرى ويعرفه حتى الصبيان” إلى غير ذلك من عبارات السب والقذف التي طغت على المقال، في حق أكبر أعلام  المسلمين وإمام الحديث الصحيح بدون منازع،والمجمع على جلالته وإمامته من سائر الأمة الإسلامية إلى اليوم،فجاء هذا المقال غير المسؤول ليحاول الدس،وإهانة المقدسات،بهذا الأسلوب المستهجن،والمبستر،ومحاولة تشكيك المسلمين في سنة رسولهم عليه الصلاة والسلام،وفي أهم كتاب في الصحة بعد كتاب الله كما نعتته الأمة الإسلامية،وبطريقة بذيئة لم يلجأ إليها حتى غلاة الشرق غير المسلمين المتحاملين على الكتاب والسنة منذ القرن السادس عشر الميلادي،والذين كانوا متخصصين،وكان نقدهم صادرا في إطار المنهج العلمي،وبعيدا عن أسلوب الكاتبة المجافي للعلم،وأصول النقد .وآداب الحوار الذي يلتزم به الموافق والمخالف،كما عهدنا وتعلمنا في جامعتنا ودراستنا وكتاباتنا.

ومن هنا لاأرى داعيا للرد على كلام خديجة البطار المجانب للصواب،والبعيد عن الحقيقة،والذي يطبعه التحامل بجهل،والقذف والسب،وقلب الحقائق جميعا،ونسبة الأقوال والنظريات لمن لم يقلها،مما نرى أنه لا يستحق جوابا ولا ردا لما احتوى عليه كله من أغاليط “وأكاذيب في جميع ما جاء فيه من”ادعاء” و”انتقاد”هو بعيد كل البعد عما جاء في الجامع الصحيح،..والسب والقذف الصريح في رمز من رموزنا الإسلامية المقدسة،والمجمع على جلالته وإمامته وصدقه وريادته، من طرف الأمة الإسلامية جمعاء،طوال تاريخنا الإسلامي إلى اليوم،… أما صاحبة المقال فلنا معها مقال،ولكن في ساحة أخرى ستعرف كيف تحاسبها على ما تجرأت عليه من سب وقذف وباطل،مما لم يتجرأ عليه أحد فيما سبق،وإنها لن تجني من الشوك العنب كما قدرت، وصدق الله العظيم:”وسيعلم الذين ظلمواأي منقلب ينقلبون”

د. يوسف الكتاني

أستاذ علم الحديث-جامعة القرويين

رئيس جمعية الإمام البخاري

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>