ما يشاهده العالم من استهانة الشباب الفلسطيني المؤمن بالموت واقتحامه الأخطار وهو ذو عزم وإقدام وشوق للجنة يحظى بالإعجاب ويجعل أولئك الذين ظنوا أن هذا الشعب الحر الأبي قد خمدت فيه جذوة العزة والإيمان والكرامة وأنه بعد ثلاث وخمسين سنة من الإذلال والاستكبار والتشريد والتجويع وفبركة فرق الخيانة والنذالة والعمالة باسم اليمين وباسم اليسار وباسم الثورية وباسم التقدمية -بعد ذلك لم تعد في هذا الشعب نخوة ولا شعور بالانتماء إلى دينه ووطنه وإذا بجيش محمد صلى الله عليه وسلم ينبعث من جديد من خلال الأنقاض ومن بين المخيمات وإذا بالشباب والفتيات في عمر الزهور يتسابقون في ميدان الشهادة ويتبارون لتسجيل الأولية في سجل الشهادة والشهامة والعزة والبطولة والفداء وحب الحرية بعد أن سجل “بعض العرب” الأولية في تكديس الأموال وفي التبذير والإسراف والانقياد للشهوات وللخنوع و التذلل والتزلف ولحس نعال “الأسياد” والانبطاح أمامهم أشد من العبيد وأكثر من الأذناب.
لو رآكم محمد صلى الله عليه وسلم يا شباب فلسطين لسُرّ بكم وهناك في الملإ الأعلى سيفاخر بكم الأمم ويباهي بكم الأقوام أما “الآخرون” فسينالون منه قوله صلى الله عليه وسلم : >سحقاً سحقاً<.
فلا تيأسوا من روح الله فالنصر آت بإذن الله وكفاكم فخراً أنكم بعثتم الحياة في الرمم البالية ونفثم الروح في الجسوم المتفانية وأحييتم الرجاء في النفوس الواهية وأذكيتم الحماس في الهمم الخامدة وأحييتم العزة في قلوب المسلمين بعد أن غاضت وغارت واستحوذت عليها المذلة والخذلان والمسكنة والغربة والضياع. إنكم أمل الشباب العربي بل والشباب الإسلامي فلقد صححتم حقيقة الأمة بعد أن زيفها “القادة” و”الجيوش” وبينتم أن طريق النصر ليس في كثرة الأسلحة ولا تعداد الجيوش وإنما هو الإيمان وحب الموت في سبيل الله..
لقد أخجلتم “القمم” وفضحتم “الدعاوى” وأفحمتم ببراهين الصدق والإيمان والإخلاص والفداء منطق الجبناء المتعلقين بالحياة أ ي حياة، الحريصين على “السلطة” أي سلطة ولو سلطة العبيد المتشبثين بالدنيا أي دنيا ولو كانت دنيا كلاب البادية بادية المتخلفين..
إنكم أحياء بموتكم وهم موتى بحياتهم والله معكم ومن كان الله معه خضع الله له كل شيء وانتصر على كل شيء..