فجرت الطالبة المغربية فاطمة علي أزمة في أسبانيا حينما رفضت خلع حجابها فطردت من المدرسة، وتدخل في هذه الأزمة وزراء ومسئولون كبار وزعماء الأحزاب المعارضة والصحف والراديو والتلفزيون. وحسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط فقد أثارت مشكلة الفتاة ضجة كبيرة اشتركت فيها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وساهم فيها وزراء ومسئولون حكوميون وزعماء سياسيون ومفكرون وجمعيات وشخصيات عديدة. وكانت فاطمة علي قد وصلت أسبانيا قبل شهور، وسكنت مع عائلتها في بلدة الاسكوريال القريبة من العاصمة مدريد، وسجلت في مدرسة أهلية إلا أن المدرسة رفضتها، بسبب إصرار فاطمة على الحضور إلى المدرسة محجبة، فقررت ترك الدراسة، ثم تدخلت مديرية تربية مدريد في هذه المشكلة، وقررت نقل فاطمة إلى مدرسة خوان دي ايريرا، إلا ان مديرة المدرسة الثانية ديليا دورو رفضت هي الأخرى حضور فاطمة إلى المدرسة بالحجاب، وقالت : لا أريد منها أن تأتي وقد وضعت منديلا على رأسها أو حجابا أو ارتدت ثوبا يرمز إلى خضوع النساء أو يسيء إلى حقوق المواطن.
إلا أن فاطمة استمرت في إصرارها على الحضور إلى المدرسة بالحجاب، ووقفت عائلتها معها، وأيدت موقفها هيئات وجمعيات وشخصيات عديدة، وهددت جمعية العمال المهاجرين المغاربة في أسبانيا برفع قضية فاطمة إلى المحاكم إذا لم يسمح لها بدخول المدرسة. ورفض زعيم تجمع اليسار المتحد غاسبار ياماثاريس قرار وإجبار فاطمة على ترك الحجاب، ووصفه بأنه إجراء عنصري، وتبعه السكرتير العام للحزب الاشتراكي المعارض خوسيه لويس ثاباتير والذي هاجم ما قالته وزيرة التربية ووزير العمل.
ولم تهدأ الضجة إلا عندما أصدر مستشار التربية في مقاطعة مدريد كارلوس ماريو روخاس أوامره بالسماح لفاطمة دخول المدرسة من دون شروط،
وهذا يعني كما تشاء بحجاب أو بغير حجاب، وأمر مديرة المدرسة تنفيذ هذا الأمر، لقد أمرت، بناء على الصلاحيات المخولة لي، أن بإمكان فاطمة حضور الدروس من دون شروط. وكانت صورة فاطمة وهي تضع المنديل على رأسها قد ملأت الصفحات الأولى للصحف الأسبانية، وكررت قولها بأنها سوف لا تنزع الحجاب على الإطلاق.
أنا أريد أن أكون محجبة، ولم يجبرني أحد على ذلك. ففي المغرب لدي الكثير من الصديقات المحجبات وغير المحجبات، ولكني اخترت بارادتي الحجاب . وأريد أن أواصل دراستي كي أكون معلمة أطفال، ولكن إذا كانت الدراسة مشروطة بترك الحجاب، فسوف أترك المدرسة.