…هاهو الأخ أبو عمار الزعيم التاريخي لحركة المقاومة والتحرير والمجاهد الباسل في الدفاع عن كرامة الأمة، والمقدسات الإسلامية بفلسطين، ها هو الآن يقبع بين أسوار إقامته في رام الله تحيطه دبابات العدو من كل جانب، مقيد الحركات وهو الرجل الذي صارت بأخبار تحركاته الركبان وحطّم الرقم القياسي في كثرة الأسفار واللقاءات.
هاهو الآن يحطم رقما قياسياً آخر في القُعُود وعدم الحرمة، والقعود بالنسبة لرجل مثل أبا عمار هو شبيه با لموت البطيء، ولذلك شبهه الصحفي توماس فريدمان بـ(رجل ميت يمشي) في مقال له في النيويورك تايمز..
إنه الموت يا سيادة الرئيس فما الفرق بينه وبين حالتك وأنت قابع في “سجنك” عفوا إقامتك لا تملك شيئا من حطام السلطة الفانية التي طالما افتخرت بها بمناسبة وغير مناسبة.
فأين طائراتك ورحلاتك المكوكية عبر عواصم العالم. بل وأين مطارك الذي كان مفخرة سلطتك، لقد أصبح رميما بعدما جرفته دبابات عدوك..
أين البيت الأبيض الذي كنت تُستدعى إليه كلما ضرب القوم أمر جلل؟!
حتى أبوابه أوصدت دونك بينما فتحت على مصراعيها لعدوك السفاح شارون.
بل أين أصدقاؤك الذين كنت تستقبلهم أو يستقبلونك بالأحضان والابتسامات الفارغة والقبلات على الجبين والأنوف والرؤوس مثنى وثلاث ورباع. أين كل هؤلاء أم تراك استغنيت عنهم بتنيث ومتشيل وزيني.. وغيرهم من الأمريكان…!! والأوروبيين؟
معذرة سيدي الرئيس، التمس لاخوانك (النشامي) الأعذار فإنهم مشغولون هذه الأيام إلى الأذقان بإعداد المقترحات والخطط لإنقاذك وإنقاذ شعبك الغلبان من مجازر شارون كما يزعمون! فقائل : نضم اسرائيل الى الجامعة العربية حتى نستريح من (وجع الراس) وقائل : بل نعترف بها ونحتضنها على أن تنسحب من جزء من أرضنا!
وقائل : بل نغيِّر اسم “فلسطين” الى اسم (إسراطين) اعترافا بوجود دولتين على أرض واحدة منها..
وقالوا ثم قالوا وسوف يقولون ولا أحد من أبناء الأمة يسمع لأقوالهم، أقوال الليل تذروها رياح النهار..
سيدي الرئيس : أمّا حاشيتك والمُقربون منك والذين يلازمونك كظل ظليل، فلم نعد نرى منهم أحدا ولا نسمع لهم همسا، أم تراهم مشغولون بإرسال الوفود من العوام والتلاميذ والأطفال الأبرياء لمؤازرتك أمام الكاميرات وأنت في محنتك، لقد شاهدنا البعض من هؤلاء المنظمين يهتفون بحياتك، وبعضهم يضحك ببلاهة ونفاق ظاهر عن كل كلمة قلتها، حتى وإن لم يكن فيها ما يضحك أصلا!! لكنها الحذلقة والنفاق!. فها أنت سيادة الرئيس الآن وحيد في خلوة تأمل وتدبر ما كنت لتحلم بها، منّ الله تعالى بها عليك حتى تراجع حساباتك مع نفسك أولاً قبل أن تعرض أمام الواحد الديان الذي لا يظلم عنده أحد..
ضع يدك في يدهم تفز بخير الدارين ويخلد ذكرك في الذاكرين، فلسطين سوف تتحرر إن عاجلا أو آجلا فذلك وعد من الله.. ولا يخلف الله الميعاد، فاحرص أن يكون لك مع إخوانك من شباب الانتفاضة فضل في هذا التحرير.. ولن يكون بعد ذلك إلاّ ما كتبه الله تعالى وقدره، و”يشرب شارون من ماء البحر الميت” و”ياجبل ما يهدّك ريح” كما كنت دائما تقول، فلن ينفعك يومئذ لا أبو قريع ولا أبو مازن ولاجبريل الرجوب ولا تنيث ولا ميتشل ولا زيني ولا شيني.. ولا أحد من العالمين.
فهلا تداركت ما فات، فدونك فرصة ذهبية لن تعود مرة أخرى إذ أنت فرّطت فيها لا قدّر الله.
سيدي الرئيس : أمامك فرصة العمر لتعلن أمام العالم توبتك وبراءتك من معاهدات الذل والعار، وتقف بكل صدق -كما عاهدناك دائما- إلى جانب شباب الانتفاضة المباركة، تشدّ أزرها وتشدّ أزرك وتقوى مواقفك.
والسلام عليك ورحمته تعالى وبركاته.
ذ. عبد القادر لوكيلي