في الواجهة : “اختلاف” اختلاق المعطيات المزيفة، سبيل من أراد التحول  من نَكِرة إلى مَعْرفة!!


هناك أناس يعيشون الجهل لأنهم لم يأخذوا بأسباب العلم، وسفهاء لأنهم لم يأخذوا بأسباب الرشد، يستفيد منهم (الآخر) لأنهم ينفعلون ولا يفكرون، ويتعصبون للباطل ولا يعقلون كلما تعلق الأمر بالإسلام وأحكامه والرسول صلى عليه وسلم وشريعته، مسخرّين لخدمة أطماع وطموحات مشبوهة، إن الجاهل -وهو يدب فوق الأرض- لا يخاطب الغير من أجل التواصل والتفاهم والتعارف والتثاقف، ولكن من أجل الإثارة.

في هذا السياق ظهرت “تقليعة” جديدة من أشباه الإعلاميين والمثقفين الحداثيين كنا نظن أن موضتهم ولت مع إفلاس الاديولوجيات واندحار الشعارات التي تمني الإنسان بالنعيم الأرضي. هؤلاء (الأشباه) الأشباح كشروا عن أنيابهم الملوثة ببقايا (أفكار) من زمن خلا، في واقع اكتسحته الصحوة الإسلامية التي كنَسَتْهم وجعلتهم نسْياً منسياً، محدثة غيظاً عارماً في صدور هذه (الأشباح) النكرة التي لم تَجِدْ بُداً -لتصبح مَعْرِفة- من اقتحام حقل الطابوهات الدينية -على حد تعبير هذه الأشباح- حتى صدق فيها قول القائل الناصح غير الأمين (إذا أردت أن تتحول من نكرة إلى معرفة، سُبَّ الاسلام).

(نصيحة) أخذ بها -ولاشك- صاحب منشورات اختلاف حينما نشر قمامة كلام -نسميها كتاباً على سبيل المجاز- بعنوان : مكانة المرأة في الاسلام : احتقار المرأة في الدين والثقافة الاسلاميين، لنكرة من النكرات يدعى حمدون داغر. وقد صرح مدير منشورات اختلاق (بالقاف) للصحيفة في العدد 54 على إثر المنع الذي تعرض له هذا الكتاب بقوله : >نعتبر أن الحرية المفقودة تتطلب أن يعرف المسلمون كيف يفكر الغرب وكيف تكون صورتهم لديه< وكأني به يحاول أن يبرر السب والشتم والافتراء والاختلاق للأكاذيب التي نشرها. إنه يريد أن ينتج صورة للإسلام والمسلمين >تسر الناظرين< إلينا من الغربيين حتى يغدقوا علينا من نعمهم وكرمهم وسابغ رضاهم وعطفهم، ناسياً وربما جاهلاً بأن الاسلام عهدٌ بيننا وبين الله، وهو أمانة الله عندنا يجب أن نحافظ عليها، بحيث لا نخون الله في دينه والرسول صلى عليه وسلم في شريعته إرضاء للغرب وأذياله، إن المسلم بالقرآن يعيش العزة ويشعر بمسؤولياتها مهما كبر الخطب وادْلَهَمّت النوائب {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}، {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول}، {استجيبوا لله وللرسول}.

ويؤكد صاحبنا غَيَّه قائلا : >المشكلة لا تكمن في الكيفية التي ننظر بها للإسلام ولكن في الكيفية التي ينظر بها الآخر للاسلام< يا سبحان الله لهذا السفه في الكلام الوارد في هذا المقام، المقام الذي يجب أن نقول فيه : المشكلة الحقيقية هي في الجهل المركب بما وضعه الله من توجيهات ننظر بها نحن إلى الإسلام وإلى هذا (الآخر) الذي يريد صاحبنا أن نعبده من دون الله ونراعي رغباته ولا نخدش شعوره بفهمنا الاسلامي الأصيل الخاص للاسلام، هذا الفهم الذي -حتماً- لن يلتقي مع دوائر الحانقين على الاسلام وصحوته المعاصرة التي تدك يوماً بعد يوم حصوناً كان -إلى عهد قريب- يُظن أنها بمنْأى عن أي تهديد.

ويستمر صاحب (اختلاق) في ضلاله قائلا : >ونحن مصرون على السير في نفس الخط وإصدار نصوص تتعلق بنقد الدين الاسلامي (كذا) مهما كان هذا النقد جارحاً للإسلاميين.. وسوف نركز على النصوص الدينية والجانب الديني والنصوص التي تنتقد الاسلام (كذا)<.

{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.

المشكلة في مثل هؤلاء النكرات أنهم يطرحون أنفسهم >كمجتهدين من داخل الوحي< معتبرين أنفسهم مفكرين حداثيين أذكياء، وكمسلمين مؤمنين في الساحة، وهم في الحقيقة يعبرون عن النفاق كحالة مرضية داخل عقل الانسان وقلبه، حالة تعكسها ظلمة الروح والعقل، هذه الظلمة تجلي حقيقة المنافقين الانتهازيين الذين يفصّلون إيماناً وإسلاماً خاصين على مقاسهم، ولكن لا تحسبن الله غافلا عما يصنعون ويفكرون فيه، فقد رصدهم في قوله جل وعلا : {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض..}.

وحتى لا نرجم الكتاب بالغيب نعرض لبعض فقرات هذه السلعة البائرة :

ففي التقديم يؤكد صاحبنا على أن هدفه الاسلام (وليس الفكر الإسلامي كاجتهاد بشري) : >في هذا الكتاب نقصد بالاسلام الكتاب والسنة<.

وفي حديثه عن وضعية المرأة في الاسلام يقول مفترياً : >وتعد تلك المقاربة البراغماتية التي اتبعها النبي محمد -دون الصلاة عليه- والتي تبنى فيها حتى العادات الجاهلية للدفاع عن قضيته… لم يكن هدف النبي الأسمى هو سن قانون معنوي جديد بقدرما كان هدفه هو إحراز نصرساحق للشهادة.. وحمل البدو على الاعتراف بألوهية الله على سائر الآلهة الأخرى<(ص10).

وفي ص 28 : >ومن حق الزوج كذلك حفظ زوجته حبيسة المنزل أي أن له حق منعها من مغادرته، وهذا الحق يستند إلى أمر الله في الآية 6 من سورة الطلاق {اسكنوهن} وهو أمر بمنع النساء من الخروج، ومن إظهار أنفسهن في الأماكن العامة<.

ثم يردف في ص 68 : >يبدو أن القرآن عمل على تصحيح وضعية المرأة فيما يتعلق بالإرث غير أنه لم ينجح (كذا) في ذلك، في الواقع لا يمكننا أن نتوقع منه أن يفرض مساواة كاملة بين الرجل والمرأة<.

وفي ص 88 : >ويقول الرسول إنه لولا المرأة لدخل الرجل الجنة لأن طاعة المرأة تؤدي إلى الهلاك<.

ومازال هذا (القِدْرُ) يغلي بقمامات كثيرة يجترها قلم معتوه لا يستند إلى أدنى الشروط العلمية مثل التوثيق والتخريج وغيرهما مما هو متعارف عليه في مجال التأليف.

إن لم يكن مثل هذا الكلام عين الفسق والفجور والكفر البواح، فماذا يكون؟!

{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم}

ولا نقول لهذا وأمثاله إلا ما علمنا رسول الله صلى عليه وسلم في مثل هذه المواقف : >إن لم تستحي فاصنع ما شئت<.

< محمد البنعيادي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>