تَمهُّلاً! فالرَّقِيبُ كُلُّه بَصَرُ
فالقَوْلُ صعْبُ، فمَا نَقُولُ مِنْ كَلِمٍ
وكِلْمَةٌ تَهْوِي بِنَا إلى سُعُرٍ
ازْدَادَ خَرْقٌ علَى مُرقِّعٍ دَرَساً
فَجَدِّدِي أُمَّهَاتِنَا، فَقَدْ ثَكِلَتْ
كُونِي خَدِيجَة في سمْتٍ هَمى دَمِثاً
كُونِي كأُمِّ السِّبْطَيْنِ دَنا بِهِما
أو كالَّتِي تَقْوَاهَا فِي “مُجَادَلَةٍ”
أوِ اقْتَفِي أثَراً للَّتِي حَفِظَتْ
عَدَيْن في دوْلةِ الإسلامِ أعْمِدَةً
وكُنَّ فِيهَا أسْيَافاً مُصْلَتَةً
أبْدَيْن للّهِ طَاعَةً ومَعْرِفَةً
كُونِي حَصَاناً، فقَدْ غَدَا مُبْتَذَلاً
وعمَّتِ الأرْضَ الطَهُورَ مَفْسَدَةٌ
كُونِي كذلِك، فالأعْداءُ قَدْ ضَغِنُوا
ترْعَاكِ عَيْنُ اللَّهِ حَيْثُما ضَرَبَتْ
وأغلبُ العَالَمِينَ عَمَّهُ ضَرَرُ
إلاَّ أَحَاطَ بِهِ مُرَاقِبٌ حَذِرُ
فَلْنَحْذَرِ القَوْلَ، ولْتَدُقَّهُ دُسُرُ
فلاَحتِ النَّكْبَةُ العُظْمَى وذَا أَثَرُ
مَنابِعٌ وُلْدَهَا، فَحاطَنا خَطَرُ
مِثْلُ العِهَادِ رَذَاذاً، ثُمّ تَنْهَمِرُ
خَيرٌ عَمِيمٌ لِمَنْ بِبِرِّهِمْ ظَفَرُوا
بحِكْمَةٍ تَقْضِي لَهَا فَما تَزِرُ
لِفَرْجِها، فَهْيَ مَمَّنْ جَنَّةً عَمَرُوا
يَخْشَى المُكَابِرُ بَأْسَهَا، فَيَنْكَسِرُ
بِها اقْشَعَرَّتْ جُلُودُ كُلِّ مَنْ مَكُرُوا
ولَّى النَّحَارِيرُ بَيْنَهُنَّ وانْدَحُرُوا
عِرْضٌ، وقَدْ صَارتْ قُلُوبُنَا تَغِرُ
تُشِيبُ نَاصِيةً، والقَلْبُ مُنْفَطِرُ
وقَدْ دَنَوْا، لتُزَاحَ عَنْكِ الخُفُرُ
رِجْلٌ، وما لاَحَ فِي ظَلاَمِنَا قَمُرُ
ذ. عبد السلام رياح