لا تعد العملية الاستشهادية التي نفذتها الشابة الفلسطينية وفاء ادريس من مخيم الامعري في مدينة القدس المحتلة يوم الأحد 26 – ا – 2002 العملية الأولى من نوعها التي تنفذها فتاة فلسطينية، بل سبقتها الى ذلك فلسطينيات أخريات لكنهن لم ينجحن بذلك. اذ ان عطاف عليان عضو حركة الجهاد الإسلامي كانت صاحبة المبادرة الأولى ورائدة العمل الاستشهادي النسائي في فلسطين ، لكن عملية عطاف فشلت في اللحظة الأخيرة وتلت هذه العملية عمليات نفذها رجال بدءا من ابريل 1994 . ووقعت محاولة أخرى من قبل ايمان الغزاوي في أغسطس الماضي خلال انتفاضة الأقصى، التي ضبطت في المحطة المركزية في تل ابيب حاملة عبوة ناسفة بوزن 5 كيلوغرامات أخفيت داخل مسحوق غسيل.
وقالت عطاف عليان في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ” لقد كنت عضوا في حركة الجهاد الإسلامي وعمري 17 عاما، ومنذ سنة 1984 بدأت أطالب قيادة الجهاد بتنفيذ عمليات استشهادية وتطوعت لتنفيذ العملية الأولى، بعد نجاح التجربة اللبنانية في هذا النمط من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتمت الموافقة وقمت بالاستعداد لمهاجمة مباني الحكومة الإسرائيلية في القدس بسيارة ملغومة بالمتفجرات، لكنني اعتقلت وصدرت ضدي أحكام بالسجن مجموعها 15 سنة، منها 5 سنوات بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية استشهادية ثم تبعها 10 سنوات بتهمة محاولتي خنق سجانة يهودية داخل السجن حتى تم الإفراج عني في عام 1997 (في إطار الإفراج عن المعتقلين بموجب اتفاقات أوسلو) “.
ويرى الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس أن المرأة الفلسطينية الإستشهادية المجاهدة تحتاج إلى محرم يرافقها في تحركاتها إذا كان غيابها سيطول أكثر من يوم وليلة، وما هو دون ذلك لا يحتاج إلى محرم .
وبرر الشيخ ياسين ذلك بقوله إن للمرأة خصوصية تختلف عن الرجل، والدين الإسلامي يعطيها بعض الضوابط إذا خرجت للجهاد والقتال فيجب أن يكون معها محرم .
وكرر الشيخ ياسين على عدم الحاجة لمشاركة النساء في العمليات الإستشهادية في الوقت الحاضر .
أكد الشيخ ياسين أن المرأة الفلسطينية لها دور كبير في المجتمع ولها دور في دعم المقاتلين، وفي مجتمعنا الفلسطيني يوجد توجه كبير واندفاع من النساء للجهاد والاستشهاد مثل الشبان تماما، ولكن للمرأة خصوصية تختلف عن الشبان والرجال، فالإسلام أعطاها بعض الضوابط إذا خرجت إلى الجهاد والقتال، فيجب أن يكون معها محرم خاصة أن ظروفها تختلف عن الرجال .
وأضاف الشيخ ياسين ن المرحلة الحالية لا تحتاج كل هذا العبء من النساء في الجهاد والاستشهاد، فالحركة الإسلامية لا تستطيع استيعاب مطالب الرجال الفلسطينيين بالمشاركة في الجهاد والعمليات الاستشهادية لكثرة عدد الراغبين بذلك، فإمكاناتنا محدودة ولا نستطيع استيعاب كل الراغبين في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولكن ستأتي أيام في المستقبل في مواجهة حاسمة مع الاحتلال الإسرائيلي يشارك في الجهاد الرجال والنساء والشيوخ والأشبال في معركة الحسم إن شاء الله لتحرير فلسطين”.
وتعلق عطاف عليان في حديثها للشرق الأوسط على رأي الشيخ ياسين بان الضرورات تبيح المحظورات، وهناك حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال ” إذا دخل العدو عقر دار الإسلام خرجت الزوجة دون إذن زوجها والعبد دون إذن سيده ” ، وفي التاريخ الإسلامي نجد أن خولة بنت الأزور خرجت للجهاد لتحرير شقيقها بدون محرم، واعتقد بان الاستعداد العالي للنساء للمشاركة في عمليات استشهادية يعود إلى أنهن الأكثر مشاهدة للتلفزيون ولمشاهد الجرائم الإسرائيلية وبسبب مشاعر الحزن العميقة على فقدان الأشقاء والأبناء في المواجهات مع العدو الإسرائيلي”.
وللمرأة الفلسطينية سجلا ناصعا في تاريخ المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ، ومن ابرز من كتبن أسماءهن في ذلك السجل سواء على ارض فلسطين أو في المهجر :
- فاطمة برناوي: في اكتوبر 1967 حاولت تفجير سينما عتصيون في القدس بحقيبة متفجرات وضعتها في قاعة السينما المكتظة. ألقي القبض عليها وافرج عنها بعد عشر سنوات سجن وأبعدت من إسرائيل.
- ليلى خالد العضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تقوم بثماني عمليات اختطاف طائرات في إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحظيت بلقب خاطفة الطائرات.
- لمياء معروف وزهرة سعيد حسن: نوفمبر 1984 قامتا مع رجلين آخرين باختطاف وقتل جندي الاحتياط الإسرائيلي دافيد مانوس أثناء محاولته ركوب سيارة، وحكم على زهرة حسن بالسجن لمدة 12 سنة.
- عطاف عليان: حاولت في يوليو1987 تنفيذ عملية استشهادية بسيارة ملغومة في القدس وصدرت ضدها أحكام مجموعها 15 عاما قضت منها 10 سنوات في السجن الإسرائيلي.
- إيمان غزاوي: ضبطت فيظهيرة اغسطس 2001 في المحطة المركزية في تل ابيب حاملة عبوة ناسفة زنة 5 كيلوجرامات مخفية داخل مسحوق غسيل. وحين وضعت العبوة على الأرض انتبه إليها أحد الحراس واعتقلها.
- آمنة منى: حكم عليها بالسجن مدى الحياة بتهمة استدراج في يناير 2001 شابا يهوديا اسمه عوفي راحوم بواسطة الإنترنت إلى رام الله حيث قتل بيد نشطاء تنظيم حركة فتح.