يقاس تقدم الأمم ونهضتها بما تحققه من الاختراعات في الميادين كلها وبما تمتلك من عناصر القوة : العلمية والاقتصادية والصحية والسياسية والاجتماعية، وبما أنجزته من حقوق الانسان ومن الحفاظ على قيمة الوقت وبما أوتيت من عبقرية لتجديد نفسها وتطوير وسائلها بما يؤهلها دائماً أن تكون في المقدمة حالاً واستقبالا.. لذلك فإننا نقرأ ونشاهد ونسمع عبر خريطة العالم المتقدم أنه يسابق المستقبل ويطلع علينا دائماً بالجديد في ميادين الاختراعات والاكتشافات والتنظيمات والترقية الادارية والمناهج التعليمية..
أما نحن -العرب- فنحن الأوائل والأكابر في مجالات البصائر المطموسة والفتن الداخلية والغلول وتدمير البيئة وانتهاك كرامة الانسان والتعقيدات الادارية والتخلف في المناهج العلمية والمدرسية، وارتفاع نسب الأمراض المختلفة وانتشار الغش وترسيخ الظلم واستفحال البناء العشوائي وانعدام الجودة في الانتاج وتراجع الابداع الأدبي وتولية البلداء والانتهازيين للمسؤوليات الجسام الى غير ذلك من الأعراض الناتجة عن فساد القلب وتعفن الضمائر وتغلغل الجهل.
وبما أصبحنا نفتخر به نحن العرب مزاحمتنا للعالم المتقدم والمتحضر بتسجيل اختراعاتنا الكبرى في مجال البطن : فقد سجلنا في كتاب گنيس : أننا اخترعنا أكبر سلسلة ذهبية في العالم وأكبر صحفة كسكس في العالم وأكبر باقة ورود في العالم وأكبر كبسة في العالم (الكبسة : طعام من الرز ولحوم الخراف والبهارات والصنوبر واللوز وغير ذلك).
وقد حقق عربي أكبر سرير في العالم..
ولاشك أننا أصبحنا نحظى بلقب أكبر سفهاء العالم وأكبر المبذرين في العالم وأكبر أغبياء العالم..
فاللهم لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا وهيئ لنا يارب قيادات تتجاوب مع أمتها العظيمة وتسوسها بالعدل وتنفق أموالهافيما يعود عليها بالخير العميم وتنقذهامن الدرك الأسفل الذي وصلت إليه حتى تسجل هذه الأمة في الكتاب الحق بأنها : {خير أمة أخرجت للناس}.
د. عبد السلام الهراس