ندوة دولية حول : صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي بين الإنصاف والإجحاف


ورقة عمل

في عصر ازدهرت فيه الحريات العامة وحقوق الإنسان، وتعالت فيه أصوات حكماء العالم ومحبّي السلام، مناديةً بديمقراطية العلاقات الدولية، وداعية إلى إقرار مبادئ القانون الدولي والإلتزام بها والاحتكام إليها، ومناشدةً المجتمع الدولي السعي من أجل إشاعة قيم الحوار والتعايش والتعاون الإنساني بين الأمم والشعوب، تدأب مختلف دوائر الإعلام الغربي ووسائله المتعدّدة على شتى المستويات، على ترويج صورة نمطية بالغة التشويه قاتمة الملامح، عن العالم الإسلامي قاطبة، وعن الإسلام والمسلمين، وعن كل ما يمت بصلة إلى المجتمعات الإسلامية في كل مكان، سواء في البلدان الإسلامية، أو في بلدان الأقليات والجاليات الإسلامية.

ويتعرض العالم الإسلامي في المرحلة الراهنة، لهجوم إعلامي كثيف موصول الحلقات، يستهدف بالطعن والتزييف والتشويه، الثوابت المتصلة بالعقيدة والحضارة الإسلاميتين، والحقائق المتعلقة بالأوضاع العامة في البلدان الإسلامية، في جوانبها السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية والفكرية.

وتُعدُّ هذه الحملات المغرضة التي تُشن على العالم الإسلامي في معظم وسائل الإعلام الغربية، بكل المقاييس، خرقاً للقوانين الدولية، وتجاوزاً للأعراف الإنسانية والتقاليد المهنية التي تدخل في صميم الرسالة الإعلامية بالمعايير العلمية والفنية والأخلاقية.

ولقد بلغت هذه الحملات الظالمة ضد الإسلام والمسلمين، والتي تكاد تعمّ جميع وسائل الإعلام الغربية، مستوى عالياً من الإجحاف والظلم والعدوان على حقوق الإنسان باعتبارها أسلوباً شديد الانحراف لممارسة التزييف الممنهج لطبائع الأشياء؛ قلباً للمفاهيم، وتشويها للحقائق، وقدحاً في المبادئ، وإساءة إلى القيم الإنسانية التي جاءت بها الديانات السماوية، والتي أكدتها القوانين الدولية واستخلصتها البشرية من تجارب الأمم، ومن عطاء الحضارات الإنسانية المتعاقبة.

ولقد كان للأحداث التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية يوم 11 سبتمبر الماضي، أثر مباشر في تصاعد الحملات الإعلامية المغرضة العنيفة المستهدفة للإسلام وللمسلمين، والمسيئة إلى صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي، مما تتسبّب في ظهور موجات من الكراهية والعدا ء ضد المسلمين بصورة عامة، وضد كل ما له أدنى صلة بالعالم الإسلامي، على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والإعلامية، على نحو لم يسبق له مثيل، ومما يهدّد المصالح العليا للعالم الإسلامي، ويلحق أفدح الأضرار بالأقطار الإسلامية جميعاً دونما استثناء.

وعلى الرغم من أن موجات الكراهية والعداءالتي تتَصَاعد في هذه الفترة في الدوائر الغربية ضد العالم الإسلامي، قد قوبلت أحياناً، بنوع منالاعتراض من طرف شخصيات غربية مسؤولة، ومن قبل ثلة من المفكرين الغربيين الأحرار، فإن ذلك لم يؤثّر إبجابياً على الظاهرة في مجملها، إذ لا تزال صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي على وجه الإجمال، لا تعكس حقيقة الإسلام، ولا تبرز جوهر الحضارة الإسلامية، ولا تعبّر عن الخصوصيات الثقافية والحضارية للمجتمعات الإسلامية، بأمانة أخلاقية ونزاهة مهنية.

ولذلك فإن صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي، أصبحت ظاهرة إعلامية وثقافية وفكرية تقتضي الدراسة والبحث والتمحيص والاستقصاء عن جذورها وأسبابها، وعن دواعيها ودوافعها، وعن آثارها وانعكاساتها، مما يُلقي على النخب المفكرة، سواء في العالم الإسلامي أو في الغرب،  مسؤولية فكرية يتعيّن عليهم النهوض بها على الوجه الذي يُساهم في إظهار الحقيقة والدفاع عن الحق وإقرار مبادئ العدالة والإنصاف.

ومن أجل بحث هذه الظاهرة، من خلال دراسة مختلفة الجوانب المتعلقة بصورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي، قررت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عقد ندوة متخصصة تحت عنوان : صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي بين الإنصاف والإجحاف)، وحدّدت لها أربعة محاور رئيسية، هي :

أولاً : موقف الإعلام الغربي من العالم الإسلامي دينا وحضارة.

ثانيا : الموضوعية في تغطية الأحداث التي تهمّ العالم الإسلامي.

ثالثا : تأثير المواقف السياسية في صياغة الأخبار وتوجيهها.

رابعاً : كيف نوجد مجالاً إعلامياً حرّا ومُنصفاً؟

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>