صدر للكاتب الفرنكفوني المغربي الطاهر بن جلون كتاب بعنوان : LصIslam expliqué aux enfants أو شرح الاسلام للصغار، تحدث فيه عن مجموعة من المواضيع والتي لا يستغرب من يعرف بن جلون طريقة طرحها المتجنية على الاسلام دوما:ً والمتحاملة على مجموعة من قيمه، مما جعله كاتباً “مرموقاً” يحتفى به في المحافل الدولية ويكرم، فهو صاحب “ليلة القدر” وغيرها من الكتابات المسيئة للاسلام وأهله، كتابات (أهلته للفوز) بجائزة La concorde الفرنسية!!
بن جلون هذا، أصبح بين عشية وضحاها “داعية” للإسلام يبسط معانيه للأطفال ويحبب لهم هذا الدين وقيمه، ويتحدث عن سيرة الرسول صلى عليه وسلم فقد جاء في (صحيحه) السالف الذكر في (باب الجهاد) مثلا:
Ce mot nصa plus de sens puisque lصIslam ne cesse de se répandre pacifiquement et que personne ne le menace .vraiment
قبل أن يصل إلى اكتشافه العجيب والغريب غربته عن هذا الدين ومرجعيته حينما يقول :
Donc ceux qui utilisent aujourdصhui ce mot font un contresens. Ils cherchent à faire peur aux autres.
هذا بعض ما ورد في (صحيح الطاهر بن جلون) الذي يدعي بكل وقاحة بأن الاسلام لا يضطهده أحد في هذا العالم وأن الذين يدعون إلى الجهاد اليوم من المسلمين هم فقط يبحثون عن إخافة الآخرين وإرهابهم، وكأن المسلمين يُقَتِّلون الشعب الأمريكي ويشردون الشعب البريطاني ويجوِّعون الشعب الألماني وغيرهم من شعوب الغرب المسكينة!!.
إن صاحبنا أتى بما لم تأت به الأوائل!! من بهتان وتزوير للحقائق والمفاهيم مقابل رضى أولياء نعمته في الغرب، أتى بما أتت قبله تسليمة نسرين وسلمان رشدي وغيرهما من المرتزقة الثقافيين، لقد فتح عليه الشيطان فتحاً مبيناً، ولكن هيهات، فإن مسلم اليوم أصبحت تربيه الأحداث اليومية وتوعيه النكبات الحالية التي عرت المتاجرين بالثقافة وقزمت حضورهم في واقع الأمة ووجدانها لأنهم أصبحوا صدى لأسيادهم وأولياء نعمتهم المادية والثقافية و..
ومهما كثرت دعوات التثبيط فإن كتاب الله الخالد المحفوظ بحفظ الله سيبقى دوماً دعوة تنشيط لهذه الأمة، وسيبقى الجهاد ماضياً إلى يوم القيامة، والقرآن قوةً فاعلة يعتصم بها المسلمون في إقبالهم وإدبارهم وفي عزتهم وانكسارهم، قوة تعينهم على الثبات والمقاومة والممانعة.
إن موقف هذا (الداعية الظاهرة !!) يتماشى تماماً مع ترشيح بوش وبلير لجائزة نوبل للسلام لعام 2002 حسب ما أوردته وكالة الأنباء النرويجية NTB، رغم الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعوب العربية والإسلامية منذ قرون، ومع ذلك مازال أدعياء الثقافة والفكر في بلدنا ينوبون عن الغرب في ترويج مواقفه من الاسلام بين ظهرانينا تحت شعارات زائفة أصبحت لا تقنع حتى الغربيين أنفسهم الذين هبت منهم نخبة منصفة -وإن كانت قليلة- لتجلية التحيز الغربي ضد الاسلام وقضاياه في كل المحافل الدولية حتى استطاع أن يربط عجلة التنمية والتطور بإرادته ورغبته مما جعل قائداً عربياً مثل الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر يقول : “إن العرب عاجزون عن مساعدة الفلسطينيين في معاناتهم من الاحتلال وإنهم ليسوا قادرين إلا على التوسل لأمريكا لإنقاذ الشعب الفلسطيني”، ولذلك فضعف المسلمين في ابتعادهم عن الله وتقربهم من أمريكا.
يا (شيخنا) إن الإسلام علمنا -عكس ما تريد تعليمه لأطفال المسلمين بكتابك هذا- أنه لابد للحق من قو ة تردع القوى المعادية التي تعتبر القهر والضغط المادي أساساً للسيطرة على الآخرين، وأن القوة تدبير وقائي يرهب العدو، وليس تدبيراً عدوانياً يستبيح حرمات الآخر وإن كان كافراً.
ولذلك فالممانعة بقوة القرآن حفاظ على الهوية والعقيدة وليست بغياً على أحد.
< محمد البنعيادي