آخر تطورات الوضع في أفغانستان في حوار مع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة  أيمن الظواهري خسائر العدو كبيرة ، لكن لا يوجد إعلام لنا ينقل حقيقة موقفنا


مجلة ” المجلة ” الصادرة بالعربية في لندن نجحت في كسر الطوق الإعلامي المفروض على طالبان وتنظيم القاعدة ، وأجرت مقابلة ، ذكرت أنها تمت عبر وسيط ، مع ايمن الظواهري قائد جماعة الجهاد الإسلامي المصرية والرجل الثاني في تنظيم القاعدة واقرب المقربين لأسامة بن لادن.

ونفى الظواهري في الحوار ، الذي ذكرت المجلة انه وافق على نشره باسمه كي يؤكد وجوده على الساحة ، الأنباء التي ترددت عن مقتل زوجته وأبنائه الخمسة ، مؤكدا انهم بخير.

وأشار ايمن الظواهري ، الصادر ضده حكما بالإعدام من إحدى المحاكم العسكرية المصرية في القضية المعروفة بـ ” العائدون من ألبانيا ” ، إلى أن العديد من أسر المقاتلين العرب وغيرهم ما زالوا موجودين في كابول وجلال أباد وقندهار وغيرها من المدن الأفغانية ، بحكم انهم من المدنيين وان أحدا لن يتعرض للنساء والأطفال ، لكنه قال أن بعض النساء تعرضن لعمليات اغتصاب وحشية في كابول وجلال آباد ، الأمر الذي وصفه الظواهري بانه ليس من سلوكيات وطبيعة الشعب الأفغاني المميز بـ ” النقاء والتمسك بعقيدته ” ، غير أن ” الرشاوى وحب المال أغرى ضعاف النفوس على أن يبيعوا أنفسهم للشيطان في كل أفغانستان ” على حد قوله .

ورفض الظواهري الإجابة على سؤال بشان مكان وجوده حاليا ، مشيرا إلى انه قد يكون في كابول أو جلال آباد أو زابول أو هلمند . واعتبر أن الحرب الحقيقة قد بدأت الآن ، وان القاعدة تشن حرب كر وفر ستطول وستكبد الأمريكيين خسائر فادحة ، لافتا إلى أن العمليات الانتحارية ستكون إحدى الوسائل الفعالة في تلك الحرب .

وأشار الظواهري إلى أن تلك الحرب قد بدأت بالفعل ، وحققت قوات طالبان والقاعدة انتصارات عسكرية باهرة في الأسابيع الماضية عن طريق العمليات الاستشهادة ، مشيرا إلى أن أحد أفراد القوات التي كانت محاصرة في قندوز ، ويدعى ارباب محمد هاشم تظاهر بأنه سلم نفسه، ثم قام بعد ذلك بتفجير مروحية تابعة لتحالف الشمال فوق منطقة فرخار بالقرب من طالقان عاصمة إقليم تخار ، وأدت العملية إلى مقتل 20 شخصا من ابرز رجال القوات الخاصة المدربين تدريبا عاليا ، في مقدمتهم ثلاثة من قادة التحالف ، بينهم محمد مصطفى الذي كان قائدا لوحدة الحرس الخاص بالقائد احمد شاه مسعود، ثم تولى بعد ذلك قيادة إحدى الفصائل التي حاربت قوات طالبان والقاعدة في مزار الشريف ، ونفذت عدة مذابح دموية ضد السكان هناك .

كما كشف الظواهري خلال الحوار عن عملية استشهادية أخرى ، نفذتها امرأة مسلمة ، بريطانية الجنسية ، كنيتها ” أم حفصة ” ، كانت هي وزوجها وشقيقها – أيضا – من القوات التي حوصرت في قندوز . وبينما خرج زوجها ، وهو من الأفغان العرب ، مع القوات التي انسحبت من قندوز ، بقيت أم حفصة مع شقيقها -وهما يهوديان اعتنقا الإسلام في بريطانيا قبل أن يهاجرا إلى أفغانستان ليستقرا فيها- في المدينة وقامت مع شقيقها بتسليم نفسيهما لقوات حزب الوحدة الشيعي والقوات التابعة للقائد الاوزبكي عبد الرشيد دوستم ، حيث ابرزا جوازي سفرهما البريطانيين باسميهما اليهوديين .

وتابع الظواهري بان أم حفصة وشقيقها ادعيا انهما كانا يعملان في مؤسسة ” اوكسفام ” للإغاثة داخل مدينة قندوز ، مستغلين في ذلك ملامحهم الأوروبية ، وتم إرسالهما إلى قيادة القوات الأمريكية في كابول للتحقق من صحة كلامهما ، وفي الطريق فجرت أم حفصة متفجرات كانت تحملها تحت ملابسها ، في الوقت الذي قفز شقيقها من السيارة ، وأدت العملية لمقتل أمريكيين وأربعة من قوات حزب الوحدة ، فيما عاد ” عبد الله الوليد ” شقيق أم حفصة بعدما تأكد من مقتل جميع من كانوا بالسيارة ، ونزع اللوحات المعدنية الخاصة بالأمريكيين . وكشف ايمن الظواهري عن هوية الأمريكيين ، وهما “ميشيل سيمون واتكنز “من لوس انجلوس ، و” رونالد ستيفن ليف ” من هيوستن .

وتحدى الظواهري أن ينفي البنتاجون هذه المعلومات ، مشيرا إلى أن جميع المستندات الخاصة بالأمريكيين موجودة لديهم .

وحول المعارك الدائرة حاليا في كهوف منطقة ” تورا بورا ” الوعرة ، قال الظواهري أن طالبان والقاعدة لا تختفي في الكهوف ولا تهرب من المواجهة ، مستغربا التصريحات التي تخرج من قادة أفغان ، وصفهم بأنهم يطمعون في الحصول على اكبر قدر من الرشاوى الأمريكية ، فكل منهم يدعي أن بن لادن موجود في منطقته ، بحثا عن الملايين التي رصدتها أمريكا لمن ” يقبض علينا ” ،وكل منهم يمني نفسه بان يكون هو الكاسب ، لذلك يزعم كل منهم ” أننا ” موجودون في تلك المنطقة ، وان بن لادن يقود رجالهفي آخر معاقله ، لكنهم عندما وصلوا إلى هذه الكهوف التي قالوا ” أننا ” نتحصن فيها لم يجدوا أحدا .

وأكد الظواهري أن انسحاب طالبان من المدن الأفغانية ، تم التخطيط والإعداد له قبل بدء الهجوم الأمريكي ، فهذه المدن ستكون وبالا على من يتخذها حاليا قواعد لمهاجمتنا ، والدليل ما يحدث حاليا في كابول وولايات الشمال ، فقواتنا تقوم بحرب عصابات منظمة ، ضاربا المثل بكتيبة حمزة الزبير تقوم بهجمات ليلية عنيفة على كابول ، بل أن مجموعة من الكتيبة استطاعت الدخول إلى وسط العاصمة وقامت بتفجيرات ضد قوات وزير دفاع قوات التحالف محمد فهيم .

وأشار الظواهري إلى أن الواقع يقول أن حكم الإمارة الإسلامية لم يعد فوق مدن وولايات أفغانستان ، ولكن هذا الواقع يقول انه استبدل بعشرات من الحكومات المتقاتلة والمتصارعة التي تتحارب الآن ، كما نرى في قندهار التي تخضع لعدة فئات متنافسة ، والحال سيزدادسوءا ، هذا ما كنا نتوقعه .

ونفى الظواهري أن تكون قبائل الباشتون قد انقلبت على طالبان وحلفائها من الأفغان العرب ، مشيرا إلى أن معظم هذه القبائل ما زالت ” معنا ” وتحمل التقاليد الإسلامية الرائعة التي ” عشنا داخلها وقدمت لنا الدعم والحماية ” .

ويستطرد الظواهري بان هناك بعض عناصر أعمتها شهوة المال ، فأمريكا عرضت ملايين الدولارات كرشاوى ومكافآت لمن يأتي برأس بن لادن أو أحد مساعديه ، وقد قبضنا على جاسوسين يعملان لصالح القوات الأمريكية ، وكشفا عن الأموال الكبيرة التي تم دفعها لشراء القبائل الباشتونية لتحديد مواقع المقاتلين العرب واسامة بن لادن وهذه القبائل ليست في أفغانستان فقط بل في باكستان أيضا .

وأضاف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أن طالبان وتنظيم القاعدة وضعا في اعتبارهما من البداية أن عناصر أفغانية قد تضعف أمام المال وخاصة من القبائل ، لذلك تم في مرحلة لاحقة إخلاء المدن ، والتحصن في مواقع آمنة ، مشيرا إلى أن ذلك تم بالاتفاق مع الملا محمد عمر ” أمير المؤمنين ” ، وانه لم يكن هناك خلاف كما أشيع حول هذه الناحية ، واصفا الملا عمر بأنه مقاتل من الطراز الأول ، وانه مستعد لان يقدم روحه دفاعا عن عقيدته .

ووصف الظواهري ما تشيعه الولايات المتحدة عن أنها نجحت في تحديد أماكن وجود بن لادن وقادة القاعدة بأنه يدخل ضمن الحرب الدعائية التي تشنها الولايات المتحدة ، لتصور للعالم أنها لا تقهر وأنها تتابع كل شئ وتعرف أي شئ يدور على الأرض ، ولافتا إلى أن ما يجري في الميدان ينفي ذلك ، والدليل انهم يجرون وراء قادة أفغان ذكروا لهم ” أننا ” موجودون في تورا بورا ، وأننا نتحصن بها، وأنها آخر معاقلنا ، فلو كانوا يعرفوا كل شئ ما كانوا يناطحون الجبال الآن .

ونفى الظواهري أن يكون الأمريكيون يعرفون شيئا سواء عن أوضاعهم أو مواقعهم أو عدد مقاتليهم ، وانه من الصعب أن يعرفوا ذلك ، حيث انهم يعتمدون على مجموعة قبلية اشتروها بأموالهم وهذه المجموعة ” سنقوم باستنزافها وقد هاجمنا بعضهم في ولايتي هلمند ونمروز وأوقعنا اكثر من 80 قتيلا ” .

وأكد الظواهري أن ما أشيع عن وقوع الملا محمد عمر في اسر أحد القادة في قندهار مزاعم لا أساس لها ، فقد حاول قائد أفغاني أن يدعي ذلك سعيا وراء أموال أمريكية .

ونفى الظواهري في الحوار – أيضا – ما أثير حول مقتل أبو حفص المصري القائد العسكري لتنظيم القاعدة ، مؤكدا انه لا يزال يقاتل ” ولم ينل الشهادة بعد ” ، مشيرا إلى أن كل معلومات الأمريكان استقوها من اتصالات هاتفية زعموا انهم رصدوها . كما أكد أن سليمان أبو غيث ، والذي يوصف بأنه المتحدث الرسمي بان تنظيم القاعدة ، ما يزال في طليعة المقاتلين ، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أنهم جميعا في جبهة واحدة أو في مكان واحد مع بن لادن ، فكل منهم يقاتل في موقعه ، وقد يكون بعيدا عن الآخر بمئات الكيلومترات .

وحول قدرة تنظيم القاعدة على الاستمرار في المعركة وهم محاصرون في الجبال ، أشار الظواهري إلى انهم اعدوا لكل أمر عدته ، و” ان طالبان لم تنته وان المعركة ستتواصل ، وخسائر العدو كبيرة ، لكن لا يوجد إعلام لنا ينقل حقيقة موقفنا ، فيتراءى للعالم أننا نترنح وان طالبان انتهت ” .

وصف الظواهري بن لادن بأنه أحد المقاتلين الذين يقاتلون في الميدان ، ونافيا ما يشاع عن اختفائه في الكهوف ، وكشف الظواهري عن أن بن لادن قاد بنفسه معركة قندوز ، ولم يكتشفه الأمريكيون برغم الإمكانات التي يتحدثون عنها .

وأضاف الظواهري أن ما يشاع عن هروب بن لادن من أفغانستان غير صحيح ، حيث انهم تعاهدوا على القتال حتى الموت ، والحديث عن الهروب يروجونه لحفظ ماء الوجه ، فالحملة العسكرية دخلت شهرها الثالث من دون أن تحقق هدفها .

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>