انظروا ماذا قال هذا السياسي الأمريكي في المحاضرة التي ألقاها في واشنطن في 2001/7/24م أي قبل 48 يوما من وقوع الهجوم في نيويورك و واشنطن : “نحن في أزمة مالية.. إن الولايات المتحدة الأمريكية تدار بشكل سيئ منذ عهد كارتر ونظامنا على حافة الإفلاس. إن نظم المواصلات والطاقة والتعليم والصحة وبنيتنا التحتية في حالة انهيار. إن 80% من الشعب هم من ذوي الدخول المحدودة، ووضعهم الآن أسوأ بكثير من وضعهم في عام 1977م، وما دام صندوق النقد الدولي وسياستنا الحالية و>وول ستريت< والنظام الاحتياطي الفيدرالي لا يزال مهيمناً علينا، فلا يتوقع أحد أي إصلاح أو تحسن، وإذا استمرت الحال على هذا المنوال فقد يضطر الرئيس بوش إلى التخلي عن منصبه قبل انتهاء مدة رئاسته. إن الانهيار لا يظهر فجأة أمام الأعين، فالسياسات الخاطئة تستمر وفجأة تقع الأزمة.
ليست الولايات المتحدة وحدها، بل إن إنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا -أي دول غرب أوروبا- على حافة الإفلاس أيضا. كان روزفلت يريد في الثلاثينيات إنهاء العداء والخصام في العالم، ومسح آثار الاستعمار، ولكنه مات قبل تحقيق هذه الغاية. أما ترومان وتشرشل وأصدقاؤهما والإنجليز والفرنسيون والهولنديون فقد أحيوا الاستعمار بينما كانت نهضة الولايات المتحدة ونهضة أوروبا مرتبطة بنهضة الأمم الأخرى. ولكن عندما أشرفنا نحن وأوروبا على الإفلاس سحبنا أمريكا الجنوبية أيضاً إلى الانهيار. لم تعد المكسيك كالسابق، أما بنما والأكوادور فغير موجودتين. أما كولومبيا فقد انهارت تماماً، وفنزويلا على حافة الهاوية، وكذلك بيرو والأرجنتين. وإن البرازيل على وشك التمزق والانقسام، وشيلي على عتبة الانهيار المالي. وهناك مشكلات مالية كبيرة جداً في بوليفيا وبروجواي وفي أوروجواي.
من جهة ثالثة هناك تحولات جديدة في آسيا.. في روسيا والصين والهند، بل حتى في اليابان. لقد تأسست منظمة >وحدة شنغهاي<، وهناك جهود لتأسيس خطوط مواصلات تبدأ من الصين ومن آسيا وتمتد إلى أوروبا، وتخطط دول جنوب آسيا لتعاون مماثل. هناك أعداد كبيرة من الناس في آسيا. ونستطيع بعد توحيد كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية إنشاء خطوط مواصلات تمتد من هنا إلى سيبيريا ومنها إلى أوروبا. نستطيع مد يد المساعدة لنهضة الدول التي تقع على هذه الخطوط وغيرها من الدول بإعطاء القروض دون فوائد. ونستطيع بذلك فتح أسواق جديدة وواسعة لنا.
ولكن يتم في مثل هذه الأوضاع والفترات في العادة إشعال نار حروب عالمية. لقد تسبب الإنجليز في إشعال نار الحرب العالمية الأولى للحيلولة دون حدوث مثل هذه التحولات في آسيا. قاموا أولاً بإشعال النار في البلقان، ثم في العالم بأسره، وقام الألمان بإشعال نار الحرب العالمية الثانية بالدوافع نفسها. والآن تريد القوى الموجودة في داخل الولايات المتحدة وفي إنجلترا (ومن ضمنهم بريجنسكي) إشعال حرب عالمية لعرقلة هذه التحولات الجديدة الجارية في آسيا. إن شهر غشت أفضل وقت لإشعال مثل هذه الحرب(ü). وسيعلنون أن هذه الحرب هي حرب بين الغرب وبين الإسلام. علينا أن نمنع وقوع مثل هذه الحرب، ولهذا علينا أن نوقف شارون في إسرائيل قبل كل شيء. الحرب هي الهواية الوحيدة لهذا الشخص. علينا أن نوقفه وأن نؤمّن السلام في الشرق الأوسط، وأن نحيي نظامنا ونتحول إلى النهضة بطريقة روزفلت<.
هذا هو الخطاب التاريخي الذي ألقاه لاروش قبل حادثة الهجوم، وهو يبين مدى بعد نظر هذا السياسي.
وبعد أسبوع واحد من وقوع الهجوم صرح في مقابلة إذاعية بما يأتي :
>إن عملية 11 شتنبر عملية مكياج صنعت في فترة تسود فيها أزمة مالية ونقدية في العديد من الدول. لم تقم بهذه العملية أي قوة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية أبداً. يحتمل أن هناك أفراداً من بلدان أخرى تم استخدامهم فيها. ولكن الذي قام بهذه العملية عبارة عن قوى موجودة في داخل الولايات المتحدة، والهدف منها القيام بانقلاب إداري فيها، وجر الولايات المتحدة إلى الحرب. وهذه القوى مستعدة للقيام بعمليات أخرى للوصول إلى هدفها، وستقوم بإثارة الجماهير لجر الحكومة ودفعها للحرب. علينا أن نوقف هذا، عليكم ألا تصدقوا أبداً الأخبار التي تذيعها قنوات CNN وFOX TV والقنوات المشابهة لهما. إن تصديق ما تذيعه هذه القنوات لجر البلد إلى الحرب يعني أنك تكون آلة لتحقيق أهداف الذين قاموا بهذه العملية، علينا ألانفكر في التدخل في أفغانستان، وعلينا إيقاف إسرائيل عند حدها لأنها تشكل خطراً على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى غيرها من الدول، وأن نؤسس السلام في الشرق الأوسط لأنالتوتر الموجود في هذه المنطقة جزء من الحرب المخطط لها في آسيا<.
وفي مقابلة صحفية قام بها مدير تحرير Executive intellegence Re view مع لاروش في 2001/9/18 صرح لاروش بما ياتي :
>قبل كل شيء إن ما حدث في الولايات المتحدة عبارة عن هجوم رتبته قوة غامضة، وهذه العملية نوع من عملية تتسم بالخداع وصادرة عن حجاب وستار قوي الأمن في الولايات المتحدة، لم يأت أصحابها من الشرق الأوسط ولا من أوروبا ولا من أمريكا الجنوبية. يحتمل وجود أفراد من أمم أخرى تم توريطهم فيها، ولكن هذه العملية عملية معقدة ورفيعة المستوى جداً، ولا يمكن حالياً لأحد خارج الولايات المتحدة تنفيذ مثل هذه العملية، لذا فنحن نرى أنها عملية متسمة بالخداع وذات مستوى رفيع من التنظيم وهي من داخل بلدنا.
والمشكلة لا تنحصر في هذا فقط، فنحن نعلم أنه إن حدثت مثل هذه العملية، فإن أموراً أخرى عديدة ستسير نحو وجهات خاطئة.نحن لا نحاول هنا اكتشاف مقترفي العملية لعقابهم فقط، بل للحيلولة بينهم وبين القيام بما ينوون من اقتراف أمثال هذه العمليات، بل بأسوأ مما حدث في 11 شتنبر<.
———————
(ü) تأخر تعيين موعد الحرب شهرين فقط.
لمزيد من التعرف على أفكار لاروش :(www.larouchein2004.net)
المجتمع عدد 01/11/3 بتصرف
أورخان محمد علي