ألم قلم : انتفاضة الأقصى وآلام المسلمين


لاشك أن كل مؤمن غيور على دينه ووطنه، إلاّ وهو يعتصر ألماً وحزنا عما يجري في أرض فلسطين من إبادة للشعب الفلسطيني الأعزل، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وأمام “حماة” حقوق الانسان، وأمام “دعاة” حق الشعوب في تقرير مصيرها، يعتصر ألماً وحزناً ويريد أن يفعل شيئا من أجل المساعدة، ولكن لا يستطيع أن يفعل أيّ شيء.. هو مستعد لبذل أغلى ما يملك، مستعد لبذل نفسه في سبيل الأقصى، في سبيل الأرض المقدسة، لكن لا يستطيع ذلك لأن الطريق إلى فلسطين ممنوع إلا عن طريق التأشيرة الاسرائلية، أما “التأشيرات” العربية فهي ممنوعة ومحرمة إلا على الديبلوماسيين الكبار “العقلاء” الذين يتقنون لغة السلام والحوار والاعتراف بأبناء العم، هؤلاء باستطاعتهم أن يحصلوا على التأشيرات العربية والاسرائلية معاً ويدخلوا أرض فلسطين بسلام ويخرجوا منها بسلام كما دخلوها.

يعتصر المؤمنألماً وحزناً ويمدُّ يدَيْه إلى جيبه علّه يجد مالاً يجود به لأبطال فلسطين الأشاوس، فلا يجد شيئا، وحتى إن وجد شيئا وجاد به تظل نفْسُه حائرة متسائلة : إلى متى يظل المسلمون وهم بمئات الملايين حينما يُعَدُّون يشاهدون أبناء المسلمين في فلسطين وهم يقتّلون تقتيلاً، ويشرّدون تشريداً، وتنتهك حرماتهم، ويذلّون ويهانون، ولا يملك المسلمون، -وبعضهم أصحاب أموال ضخمة حين يعدون- إلا أن “يجودوا” بالنزر اليسير من أجل دفن الشهداء وعلاج الجرحى، وكأن لسان حالهم يقول : >اقتلوا أيها الصهاينة ونحن ندفن ماتقتلون”.

يعتصر قلب المؤمن ألماً وحزناً ويتساءل : متى يمد المسلمون أيديهم إلى جيوبهم من أجل شراء السلاح وتجهيز الاستشهاديين لضرب العدوّ من الداخل، ويسمحون بمرور الفدائيين المخلصين المؤمنين بعدالة قضيتهم لاستخلاص أرضهم من قبضة العدو.

يعتصر قلب المؤمن ألماً ويرنو بعينه نحو القمم الخاصةبالقضية؛ هذه قمة شرم الشيخ التي عُرفت كسابقتها بمحاربة الأرهاب! وأي إرهاب أكبر مما يقوم به اليهود في فلسطين، فلماذا لم تعلن قمة شرم الشيخ لمحاربة الإرهاب الاسرائيلي وحصاره.

وهذه قمة جامعة الدول العربية التي وزع بيانها الختامي قبل انعقادها بزمان، لم تزد على تأييد معنوي لانتفاضة الأقصى. فهل ما ينتظره الفلسطنيون هو التأييد المعنوي فقط، أم يحتاجون إلى تأييد مادي بالمال والعتاد والرجال.

وهذه قمة المؤتمر الإسلامي، التي ستضيف رقماً جديداً إلى عدد القمم، والتي علق عليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها آمالاً كبيرة، لم تزد على الشجب والاستنكار والتلويح بالسيف بعد أن لوحت القمة العربية بالحجر!!.

يعتصر قلب المؤمن ألماً وحزنا ويتساءل : متى يلوح المسلمون بالمدافع والرشاشات والطائرات، متى يضغطون على الزناد من أجل تحرير فلسطين!!

يعتصر ألماً وهو يقارن ما يحدث في فلسطين معما يحدث في مناطق أخرى عديدة من العالم، يقتل المسلمون في فلسطين بالعشرات وبالمآت، ولا أحد يحرك ساكنا، ويقتل أميركي في مكان ما فتقوم الدنيا ولا تقعد : فهل هذا من البشر والفلسطينيون من غير البشر!!

يعتصر حزناً ولا يملك إلا الدعاء، والدعاء من أقوى الأسلحة السرية الفتاكة : اللهم انصر اخواننا في فلسطين، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم مكّن لهم في أرضهم، اللهم شتت شمل عدوهم واجعل الدائرة عليهم، ومزقهم شر ممزق، وأقذف في قلوبهم الرعب، فإنهم لا يعجزونك يارب العالمين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>