أرسل الشيخ “سلامات هاشم” تهنئة رمضانية إلى “الإخوة في الدين والعقيدة ” من مسلمي العالم قائلا فيها: “شاء الله أن صادف حلول شهر رمضان المبارك هذه الأيام التي تمر خلالها الأمة الإسلامية بمحنة خطيرة وظروف محرجة فالأمة تستحق العزاء”.
ثم أردف قائلا في التهنئة التي تسلمت “إسلام أون لاين.نت” نسخة منها يوم الخميس 22/11/2001: “ومهما يكن من أمر فإني أغتنم مناسبة حلول هذا الشهر لأتقدم إليكم نيابة عن الإخوة الدعاة والمربين وشعب مورو المسلم المظلوم بالتهنئة الأخوية سائلين الله الولي الحميد أن يجعل شهر الصيام هذا العام فاتحة خير ونصر وعز للأمة الإسلامية…”.
وذكر سلامات المسلمين بما يحدث في الفليبين بقوله: “ولا يفوتني أن أخبركم بأن إخوانكم هنا في منطقة مورو مازالوا في جهاد في سبيل الله، ولا خيار لهم إلا حمل السلاح؛ لأن الحكومة الفليبينية التي ضمت بلادهم ظلما وغدرا تريد أن تستبد بهم وتستمر في ظلمهم واضطهادهم “.
وعن تعثر المفاوضات التي بدأت مع مطلع عام 2001 ، وتمت منها 4 جولات انتهت بعودة المواجهات بين المسلمين والجيش الفليبيني، قال : “ورغم المفاوضات الجارية بين الحكومة الفليبينية وبين الجبهة الإسلامية بوساطة بعض الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي فلم تتوقف حكومة الفليبين عن حربها الشاملة ضد مسلمي مورو ، و أسمع باستمرار دوي المدافع الثقيلة، ويستمر سقوط القنابل في الأماكن القريبة من مكتبي، والحرب بيننا وبين العدو تشتد في هذه الأيام الرمضانية”.
وذكر سلامات هاشم المسلمين بواجبهم تجاه إخوانهم وسط انشغال العالم بحملة الإرهاب الأمريكية والحرب على أفغانستان ، فقال قبل أن يختم رسالته : “ولا يخفى عليكم حاجة إخوانكم هنا إلى الدعم المادي والمعنوي، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه…”.
ويقاتل مسلمو الجزر الجنوبية لما يعرف بالفليبين اليوم من أجل استعادة استقلالهم الذي اغتصب على يد المستعمرين الأسبان ثم الأمريكان ثم ضمت أراضيهم دون موافقتهم للدولة الفليبينية الناشئة لنصارى الجزر الشمالية في نهاية الأربعينيات، وتعد جبهة تحرير مورو الإسلامية كبرى الحركات المسلحة لمسلمي مورو البالغين ما بين سبعة إلى عشرة ملايين نسمة يتوزعون في 23 إقليما، وتقدر أراضي شعب مورو المسلم بما يساوي 33 % من المساحة الكلية للفليبين.
اندلاع المواجهات
وميدانيا.. وفي الوقت الذي انقلب نور ميسواري رئيس جبهة تحرير مورو الوطنية على الحكومة التي تعاهد معها قبل 5 سنوات في الأيام الأخيرة وورود أنباء عن مقتل قرابة 200 شخص في المواجهات بين الجيش والجبهة الوطنية، يواجه تطبيق اتفاقيات الهدنة بين الجبهة الإسلامية برئاسة سلامات هاشم والحكومة على الطرف الآخر تهديدات بالفشل مرة أخرى؛ حيث تكرر اندلاع المواجهات بين الطرفين، ومع ذلك فإن المتحدث باسم الجبهة “عيد كبالو ” أكد في تصريح إذاعي مساء الخميس 22/11/2001 بأن جبهته لن تلغي مسيرة المفاوضات مع الحكومة المزمع إجراء جولة خامسة لها هذا العام في ديسمبر المقبل “أملا في تحقيق ما هو مفيد لشعب مورو”.
وكانت الجبهة الإسلامية على لسان عيد كبالو وغيره من المسؤولين قد اتهمت الجيش الفليبيني بالتسبب في نشوب المواجهات وقصف مناطق المسلمين منذ أواخر شهر أكتوبر 2001 ، واستمرار ذلك خلال الأيام الأولى من شهر رمضان مشيرين إلى أنه كان بالإمكان أن لا تحدث هذه المواجهات إذا تم التعامل مع الأمر بالشكل المناسب من قبل فرق المراقبة المحلية التي لم تجد استجابة إيجابية من الحكومة الفلينية بشأن الخطوط الــــعـــريضة لاتفـــاقية الهـــدنـــة بتـــاريـــخ 2001/8/8
كوالالمبور – صهيب جاسم