تمكنت جريدة “فرانس سوار” من إجراء حوار مع إيليتش راميريز سانشيز، المعروف باسم كارلوس الذي دوخ لفترة طويلة جميع أجهزة الشرطة والمخابرات الغربية قبل أن تتمكن من إلقاء القبض عليه، حيث حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.. وفي هذا الحوار الذي أجراه معه برنار فيولي، يتحدث كارلوس عن أسامة بن لادن، وعن موافقته على مبدأ الضربات الجوية ضد أهداف أمريكية..
< بعد حرب الإبادة ضد العراق وافقتُ على مبدأ ضرب الأهداف بأمريكا
< لن يتوقف بن لادن قبل تحرير الأماكن المقدسة الثلاثة
< الإسلام يعني الخضوع لله الواحد من دون وساطة
> يقول كارلوس : >حين شاهدت الهجوم على شاشة التلفزة، ساورني شعور بالارتياح، وتبين لي أن تضحيتي في الخرطوم لم تذهب سدى. ذلك أن الوشاية بي ابتداء من 1991 من طرف أجهزة استخبارات دولة تقدمية لدى أحد “أجهزة” الولايات المتحدة الأمريكية لمتعمل سوى على تأخير هذا اليوم (يوم الانفجار). وعلى إثر حرب الإبادة ضد العراق وضد الشعوب العربية والإسلامية في نفس السنة، وافقت مع مسؤولين مناهضين للامبريالية، ومن إيديولوجية مختلفة، على مبدأ الضربات الجوية ضد نفس الأهداف العدوة بواشنطن ونيويورك<.
وحول ما إذا كان قد التقى بأسامة بن لادن قبل اختطافه سنة 1994، يرد كارلوس بأنه لم يسبق أن كانت له علاقة مع الشيخ أسامة، لكن هذا لا ينفي وجود “التقاء استراتيجي مع حركة الجهاد التي يجسدها مع المجاهدين المستعدين للمعركة ضد العدو المشترك : الأمريكيون، الصهاينة، وحلفاؤهم وعملاؤهم. إن أسامة بن لادن هو أصغر أبناء أحد أقرب شركاء الملك عبد العزيز بن سعود في الأعمال. وفي سن 23، وكان وقتها قد كون ثروته الشخصية، تطوع للعمل في أفغانستان حيث جند، ودرب، وسلح، بأمواله الخاصة،وقاد للمعركة فصيلة من المجاهدين، وهدفه تحرير دار الإسلام من الامبريالية وعملائهم المحليين. ولن يتوقف قبل تحرير الأماكن المقدسة الثلاثة. وأنا مقتنع بهذا، ومن دون أن يبيع نفسه للشيطان، استفاد من وكالة المخابرات الأمريكية خلال الصراع مع الجيش الأحمر بأفغانستان. وفي الواقع، فإن كفاحه ضد الامبرياليين، الصهاينة، وحلفائهم والمنافقين، حقيقة وبدون مهادنة.. وهو يمثل التجديد الوهابي في الجزيرة العربية..
وعن رأيه حول الاستعدادات التي تتطلبها الهجومات التي تمت في أمريكا، يقول : >إن العمل اللوجيستيكي على الأرض هو أسهل الأعمال. والمهم هو ما يجري في الأعلى من حصول على الوثائق، والمعلومات، والتخطيط والتنسيق، والأصعب هو التكوين المتخصص لكوماندو التضحية<.
وبخصوص نوعية التدريبات التي اتبعها المهاجمون، يرى كا رلوس أن “التدريب على تقنيات قيادة الطائرات، والعراك المباشر، ومراقبة الرهائن، أشياء أساسية، بالإضافة إلى الاستعداد الروحي للشهداء الأحياء<.
وفيما يتعلق بمن استعمل هذه الوسائل في مثل هذا العمل؛ هل رجل واحد أم دولة؟ يقول كارلوس : >ليس هناك دولة لها الوسائل البشرية لتنظيم مثل هذه العملية. إن مجموعة مناضلة ومقتنعة وحدها يمكن لها القيام بعمليات في هذا الحجم.
كما يمكن لدولة تقديم مساعدة بواسطة وسائل مادية و تقنية، ومعلومات ووثائق< وينفي كارلوس وجود “محرض” وراء هذا، بل إن الأمر في نظره يتعلق بـ”قياديين مسؤولين، صادقين ومخلصين لهم قدرة على تعبئة مثل هذا العدد من الشهداء الأساسيين ولهم مستوى نفسي وتقني<.
وفي سؤال حول ما إذا كان الإسلام يمثل إيديولوجيا محررة للشعوب، يؤكد كارلوس، إن الإسلام يعني الخضوع لله الواحد، من دون وساطة، وهو منبع سعادة للمؤمن. لكن لا ننسى مع ذلك أن الديانات (بما فيها الاسلام) استعملت في كثير من الأحيان من طرف الطبقات الحاكمة، كأداة لممارسة سلطاتها على الشعوب واستغلالهم.
ترجمة : حمادي الغاري
(جريدة العلم ع 01/9/19)