قـــــراءة فـــــي كــتـاب : : دروس من سيرة الحبيب المصطفى


كُتِب الكثير في سيرة خير البرية صلوات الله وسلامه عليه، حتى أصبح من الصعب على كل كاتب جديد أن يجد موضوعا لم يتناول من قبل لدراسته والكتابة فيه، لذلك فالكتابة في السيرة أصبحت مغامرة على كل المستويات، ولا يستطيع أن يخوضها سوى من كانت له دراية ومعاشرة طويلة واهتمام واشتغال دائمان بالسيرة النبوية، وأستاذنا المفضل فلواتي، حفظه الله، كان وما يزال من هذا الصنف من الرجال، فهو مذ عرفناه وقبل ذلك بكثير، وهو يحاضر في السيرة ويغرس الفضائل في نفوس الشباب ويربيهم على النهج النبوي انطلاقا من السيرة، وكان وما يزال أحد المختصين القلائل في البحث والتنظير فيها. كما له مشاريع كبرى في هذا الحقل، تحتاج فقط إلى من يعمل فيها ويرعاها، وعلى رأسها مشروع كتابة السيرة انطلاقا من المصنفات الحديثية، الذي نسألالله سبحانه وتعالى أن يمد في عمره ويرزقه الصحة والعافية حتى ينجزه بعد أن ينتهي من كتابة الأجزاء المتبقية من هذه السلسلة التي بدأها بهذا الكتاب.

هذا الكتاب الذي جاء بمنهجية جديدة تتلخص في انتقاء النصوص من سيرة ابن هشام وشرحها والتعقيب عليها، ثم استخراج المستفادات منها.

في البداية قدم الكاتب نظرة موجزة عن تدوين السيرة تضمنت مراحل التدوين والرواد الأوائل ومناهجهم وكتبهم، ثم أتبعها بمبحث خاص بمفهوم السيرة والفرق بينها وبين السنة والغاية من دراستها وتدريسها وتحديد بعض المؤهلات المطلوبة في دارسها ومدرّسها. وبعد ذلك تطرق إلى الحكمة في اختيار العرب لحمل رسالة الإسلام للناس.

ولقد أعطى الكاتب وصفا للمرحلة الأولى من السيرة، موضوع الكتاب، والتي تمتد من الميلاد إلى البعثة، وهو أنها مرحلة إعداد القيادة، قيادة الدعوة الإسلامية، شعارها قوله تعالى في سورة الضحى آية 6 : {ألميجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلا فأغنى}.

أما الفصول التي يتكون منها الكتاب فهي كالآتي :

الفصل الأول : المولد والنسب.

الفصل الثاني : الإيواء الرباني.

الفصل الثالث : الأمارات الكبرى للنبوة الخاتمة.

الفصل الرابع : زواج الرسول  ومشاركته في الحياة الاجتماعية.

الفصل الخامس : البشارات بالرسول الخاتم.

الفصل السادس : وقفة عند بشارة الكهان بمحمد .

وفي الأخير، تم تخصيص ملحق للشخصيات التي برزت في هذه المرحلة، وهي شخصية خديجة رضي الله عنها لأنها المرأة الأولى في الإسلام وأول من آمن برسول الله ، ثم شخصية أم أيمن بركة بنت ثعلبة مولاة رسول الله  التي صاحبته منذ كان طفلا إلى أن التحق بالرفيق الأعلى. وملحق آخر عبارة عن مقالة مختارة تحت عنوان : منهج الأنبياء في الإصلاح والتغيير، للداعية الإسلامي الكبير أبي الحسن الندوي رحمه الله تعالى من كتابه “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين”.

ذ. أحمد الفيلالي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>