اعلم أخي المسلم أن “الروتاري”(1) الذي أصبحت ترى فروعه في كل مكان من هذه البلاد، هو من النوادي الماسونية التي تأسست لتخريج النخب العلمانية التي تسند لها قيادة الشعوب والأمم من غير اليهود في العالم كله، خدمة لليهود وتحقيقا لأهدافهم.
ولعل من هذه النخب، هذه القيادات التي تحكم بلاد المسلمين اليوم، إذ هي إما تنتمي إلى منظمة من منظمات الماسونية العالمية مثل هذه المنظمة الروتارية، أو تربت على يد دعاة الماسونية من العلمانيين سواء سموا “باليساريين” أو “اليمينيين” ممن تخرج على يديها.
إن هذا النادي هو صنيعة يهودية، كما أنه لا يخلو فرع من فروعه من عضو يهودي، أو قيادي روتاري بلغ درجة من در جات الروتاري أهلته لخدمة اليهود والخوف على مصلحتهم من أجل تحقيق شهواته أكثر من اليهود أنفسهم على مصالحهم، ويكون هذا العضو(2)، هو العارف بحقيقة الروتاري ونياته وأسراره وبحقيقة ما جاء به أهله وتبنوه من شعارات وألقاب ماسونية لها معنى عند اليهود وأعوانهم غير ما يعرفه عامة الناس أو يحاول هؤلاء المجرمون إفهامهم إياه!
ويمكنك أخي المسلم أن تعرف هوية هذه المنظمة الخبيثة، التي تشبه الورم السرطاني المدمر في جسد الأمة، لتحذرها وتحذر منها، من خلال معرفتك بحقيقة الشعار الذي ترفعه وتتفق فيه مع غيرها من المنظمات والنوادي الماسونية.
ُفأما مقصودهم من كلمة الحرية : فهو الدعوة إلى التحرر من طاعة الله تعالى وشرائع دينه، وفعل كل الأعمال التي حرمها الله تعالى، وإتيان جميع الشهوات التي يرون قضاءها دون قيد من الشريعة، فما يرونه حلال فهو عندهم حلال ولو حرمه الله، وما يرونه حرام فهو حرام ولو أحله الله(3)!!
وأما مقصودهم من كلمة المساواة : فهو التسوية بين المسلم والكافر(4)، باسم “الأخوة والإنسانية” أو “المواطنة” أو “المجتمع المدني”.. أو غيرها من الألفاظ، حتى يسووا بين الحق الذي جاء به الإسلام والباطل الذي عليه سائر الأديان، فيوقفوا المسلمين دون الدعوة إلى ما عندهم من الحق والتوحيد، ويثنوهم عن الجهاد لإعلاء كلمة الحق ومحاربة الشرك وأهله، ومنهم العلمانيون الذين يعتقدون أن الدين اجتهاد من اجتهادات البشر وليس وحيا من الله تعالى، ولذلك يرون الدين شأنا خاصا من شؤون من يؤمن به لا يجوز أن تكون له سلطة على الناس أو علاقة بالشأن العام، ولذلك أيضا يحاربون كل من يدعو إلى أن يحكم الإسلام واقع المجتمع حربا شديدة ومن غير هوادة(5).
وأما مقصودهم من كلمة الإخاء : فهو مؤاخاة غير المسلمين من اليهود والنصارى والوثنيين والمرتدين، وموالاتهم من دون المؤمنين(6) على أساس أنهم إخوة في البشرية، ومرادهم من ذلك إلغاء الأخوة بين الموحدين، والعداوة بين الموحدين والمشركين، ليكون من ينتسب منهم إلى الإسلام أو اليهودية أو النصرانية أو غيرها من الملل والنحل أمة واحدة تربط بين أهلها مبادئ دين الروتاري العلماني الماسوني، بوصفه عندهم بديلا لدين الإسلام وحكمه!
أما ما يختص به هذا النادي من بين نوادي الماسونية العالمية من شعار “الخدمة” فإن مقصوده هو استغلال الأعضاء من غير اليهود بلا مقابل، وتسخيرهم للتجسس على أهليهم وأقوامهم وشعوبهم، وسرقة الأموال، وإفساد الناس، ومن ثم فقد كان ظاهر هذا الشعار أي شعار الخدمة هو : خدمة المجتمعات، بينما كانت حقيقته خدمة اليهود واستخدام المجتمعات لتحقيق أهدافهم الشيطانية الحقيرة!! وتلك باختصار حقيقة الروتاري ونواديه وأعضائه الذين يتغطون في هذه البلاد -كما في كافة البلاد- بتأسيس الجمعيات “الخيرية” : خدمة الإنسان والمجتمع -كذا يزعمون-(7) وهم في حقيقة الأمر من يستخدمون المجتمع لقضاء شهواتهم باسم شعار الخدمة، ويأكلون حقوق العمال والموظفين ممن يشتغلون عندهم في معاملهم ومؤسساتهم وتحت رئاستهم، ويستغلونهم في جهودهم وأعراضهم، ثم يظهرون ويتظاهرون من خلال وسائل إعلامهم ودعايتهم وإعلام أتباعهم من المنافقين، الحدب على الناس والعطف عليهم والرحمة بهم، ثم من بعد ذلك يسعون سعيهم ويجهدون جهدهم ويحتالون كل حيلة لتضليل الناس عن حقيقة أهدافهم.
يظهرون ويتظاهرون من خلال وسائل إعلامهم ودعايتهم وإعلام أتباعهم من المنافقين الحدب على الناس والعطف عليهم والرحمة بهم، ثم يسعون سعيهم ويجهدون جهدهم ويحتالون كل حيلة لتملك السلطة والوصول إلى الحكم بوسائل وضيعة مثل تجنيد الحكام باستعمال الأموال والنساء وغيرها من المغريات، أو بدفع عملائهم للقيام بالانقلابات العسكرية والاغتيالات السياسية إذا لم يتمكنوا من أخذ السلطة بوسائل الإغراء والاحتيال، ليتمكنوا بعد ذلك من الوصول إلى مآربهم ومآرب أسيادهم من اليهود المجرمينالذين هم الشياطين الساعون في كل ظلم وفساد في الأرض.
وبهذا تعلم أخي المسلم أن هذه المنظمة هي منظمة كفرية تعمل على هدم الإسلام وتدمير أمته، والتحكم في الناس بالباطل وتسخيرهم لأغراضهم وأغراض طواغيتهم من اليهود، وبالتالي فكل من ينضم إليها أو ينتمي إلى صف أهلها ممن ينتسب إلى الإسلام يعتبر مرتدا عن دين الله خارجا عن جماعة المسلمين ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم!
فعليك أخي المسلم أن تتصدى لهذه المنظمة الروتارية(8) المجرمة بكل وسيلة ممكنة، بالكتاب والمحاضرة والشريط والاتصال الفردي، فتبين حقيقتها وتكشف أمرها للناس.
حيث تحارب الدين وأهله بإشاعة الفساد والفواحش وثقافة الكفر والعير، وتقريب اليهود وتسييدهم وإعطائهم ما يريدون من أخبار عن المسلمين وبلادهم، ومن مناصب ومشاريع وغير ذلك، في الوقت الذي يتميزون فيه حقدا وتغلي قلوبهم بالضغائن على الموحدين ويسعون في تشويه صورتهم أمام الناس بأنواع الأكاذيب والحيل وإذلالهم وإيذائهم وتعذيبهم والتخلص منهم بالسجن أو القتل أو التشريد، وانتهاك الأعراض واغتصاب الأموال.
ومن أعمال الروتاري :
1) التحريض ضد الدعاة إلى الله ودفع الحكام إلى اضطهادهم.
2) تشويه سمعة الموحدين وبث العداوة لهم بين الناس.
3) نشر الرذيلة والفساد من خلال جمعيات متخصصة في ذلك تحت أسماء وعناوين وأغراض مضللة.
4) التحكم في اقتصاد الأمة وتوجيهه بما يخدم أهداف العدو الغاضب ولا يخدم تقدمها في شيء.
5) التحكم في زعامات المجتمع وقياداته السياسية والإقتصادية والتعليمية.. وغيرها وتسخيرهم لأهداف اليهود والنصارى والمشركين من كل لون وجنس.
6) التجسس على المسلمين في جميع الميادين، وجمع المعلومات عنهم وعن أمور حياتهم وأرضهم لإرسالها إلى قياداتهم اليهودية للاستفادة منها في السيطرة والغلبة.
7) التعاون مع الأعداء الذين يحاربون الأمة ودينها.
——–
(1) ناداي الروتاري هو منظمة ماسونية يهودية أسسها سنة 1905، مجموعة من اليهود هم : بول هاريس، ميرام شوري، سلفر شيللر، غوستاف لوهر.
وهدف هذه المنظمة هو تمكين اليهود من السيطرة على قيادة غيرهم من الشعوب في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والإجتماعية.. وغيرها، والقيام بإفسادها وتدميرها من خلال تأطير النخب والزعامات في مجتمعات غير اليهود وتوجيهها بما يخدم اليهود ويحقق خططهم في التمكين والسيطرة!!.
(2) هذا العضو مكلف بالأمور الخاصة والسرية، وهو أمين سر هذه المنظمة ، ولذلك فهو العضو الوحيد في كل ناد فرعي الذي يعرف -دون غيره من الأعضاء (الحمير) الأخرين- المقاصد الحقيقية لذلك الشعار الخادع : الحرية، المساواة، الإخاء، وغيرها من المقاصد الخبيثة لهذا التنظيم، بينما لا يعرف غيره من الأعضاء إلا الظاهر الذي يعني عندهم ما يعود عليهم بالمنافع والشهوات المحرمة بعيداعن شريعة الله وأحكام دينه!.
(3) أي إخراج الناس من شريعة الله وأحكام دينه، إلى شريعتهم وأحكام دينهم الباطل، ليكون حكمهم وقانونهم هو الحاكم.!
(4) ومقصودهم من ذلك مساواتهم أصحاب الأديان جميعا داخل دين العلمانية، فتصبح العلمانية هي الدين القائم، وتبقى الأديان مجرد تراث إنساني عام لا دخل له في واقع الحياة، وذلك في الطريق إلى محوها من الوجود في إطار خطتهم الإلحادية الكافرة، ولا نجد في المقام ما يعبر عن المساواة التي يسعى إليها الروتاريون إلا قول الله تعالى : {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء}.
(5) من أعمال الروتاري المقيتة : التحريض ضد الدعاة إلى الإسلام بكل الوسائل، وتشويه سمعتهم، ودفع الحكام إلى اضطهادهم!.
(6) لأن من مبادئ دينهم أن يكون الحاكم هو دينهم الدستوري القانوني، وبالتالي فالمؤاخاة بين أصحاب الملل والنحل والأديان والموالاة بينهم إنما تكون على هذا الدين الباطل، كما أن المساواة بين المنتمين للأديان تعني إخضاعهم لشريعة العلمانية لا لما في هذه الأديان جميعا من شرائع وأحكام.
(7) جاء في كتاب الروتارية والروتاريون لحسين عمر حمادة (ص : 184) عن الروتاريين بأنهم : “يبدأون حديثهم عن المعوقين والمحرومين وينتهون بالحديث عن ضرورة إقامة القواعد العسكرية والاتفاقات الأمنية ونصب أجهزة الإنذار المبكر والمشاركة في القوة الدولية متعددة الجنسيات، إنهم يبدؤون بإقامة الحفلات الرياضية والترفيهية وينتهون بإقامة المجازر وإعلان الأيام أو الأشهر السوداء”.
(8) للمزيد من المعرفة في موضوع الروتاري يمكنك أخي المسلم أن تقرأ بعض الكتب المتعلقة بهذا الموضوع، ونذكر لك منها : 1- كتاب : الطابور الخامس (الماسونية الجديدة في الشرق الإسلامي) لأبي إسلام أحمد عبد الله، 2- كتاب : شهادات ماسونية لحسين عمر حمادة نشر دار قتيبة بدمشق 1980. 3- كتاب : شهادات روتارية : الروتاري والروتاريون وحتمية انهيار الحركات الدولية الهدامة لحسين عمر حمادة نشر دار قتيبة بدمشق 1982.
> أبو عبد الله الميلودي زكريا