لقد سلط على إفريقيا السمراء غزو صليبي مغرض، أراد لها فتنة تزعزع استقرارها وتعصف بأمنها، فتتدخل على إثر ذلك الأمم المتحدة لاستقرار الأمن، أو لاقرار الشرعية الدولية، ومؤسسة الجيش هي اليد الحديدية التي تُوظفها دول الاستعمار لتلعب بالأوضاع، ويمكنك أخي المسلم أن تدرك هذا من خلال ما يقع من انقلابات عديدة ومتقاربة، ففي القطر السيراليوني مثلاً : قام بالإنقلاب العقيد “استراسة” ضد الرئيس “جوزيف مومو”، ثم قام بالإنقلاب “موسى” ولم ينجح، ثم قام بالإنقلاب بعده “مادابيبو” وبقي في السلطة ثمانية أشهر، ثم كانت الإنتخابات فنجح “التيجاني كابا أحمد” وهو أول رئيس مسلم للبلاد، ثم قام بالإنقلاب “جوني بول كرومة” وبقي في السلطة تسعة أشهر، ثم أبعد عن السلطة بواسطة تحالف جيش غرب إفريقيا، فرجع بعد ذلك “التيجاني كابا أحمد” ثم قام بالإنقلاب ضد التيجاني “فودى سنكو” لكن أمر الإنقلاب انكشف ففشل قبل يوم واحد من موعده، وهناك انقلابات أخرى كثيرة لم يصرح بها. فلا يكاد الشعب الحائر أن يهدأ من صدمة انقلاب حتى يصاب بهزة انقلاب جديد، هكذا دُبر لإفريقيا، لتعيش في دوامة الصراع الدائم، لأن الإستقرار يمكن للمنظمات الإسلامية التي تعمل في محيط إفريقيا أن تزيد من نشاطها وعطائها في بناء المساجد والمراكز والخيريات، أما هذه المواجهات المفتعلة فتنشأ عنها حروب تدمر كل شيء على يد مجرميها، فتخلف آلاف الأيتام والمشردين، لتتدخل بعد ذلك الأمم المتحدة بذريعة استقرار الأمن، أو إقرار الشرعية الدولية، ثم يتدخل الصليب على رأس الكنيسة ليحتضن الضائعين مقابل تنصيرهم، ولكن القدر، يخفى على عيون الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن القوات ا لمتعددة الجنسية التي يحشدها لحفظ السلام أو لحفظ المصالح تتحول إلى بعثات دعوية، فقد رأيت الجيش النيجيري تحولت فَيَالِقُه إلى جماعات تتنافس في نشر الإسلام وبناء المساجد، وكذا الجيش الأندونيسي يتباهى بعضهم على بعض في بناء المساجد، والدعوة إلى الله، وقد زُرت مركز القيادة العامة للجيش السيراليوني بدعوة من المفتي العام للجيش قصد إلقاء خطبة الجمعة في مسجد الثكنة العسكرية، فحشر الجيش أمامنا يتلقى الوعظ باهتمام وانتباه، فأيقنت أن إفريقيا على طريق الخير، لأن صلاح الجيش هو الخطوة الأولى على طريق الإستقرار والبناء في إفريقيا.
< عبد الحميد صدوق