إن محبة رسول الله تعتبر من أعظم الشعب الإيمانية في دين الإسلام، لأن حب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من حب الله تعالى مصداقا للحديث الشريف : >ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان منها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما…<(رواه البخاري ومسلم)، إن محبة رسول الله لا تتحقق بالنسبة للإنسان المومن إلا بشروط ومقتضيات عديدة نورد أهمها بعون الله وتوفيقه في الفقرات التالية :
- إن محبة رسول الله تقتضي اتباعه في أقواله وأفعاله وسلوكه لأن ذلك يعتبر بمثابة حب الله تعالى مصداقا لقوله عز وجل : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}(الآية)، قوله : >والذي نفسي بيده لا يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين<(الحديث).
- إن حب رسول الله لا يستقر في قلب أبدا مع حب الدنيا وأهلها وما فيها إلا أن يكون حبه تاج المومن ورأسه بعد حب الله نزولا عند قوله تعالى : {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين}(التوبة : 24).
- من الواجب الإقتداء والتأسي بالنبي مصداقا لقوله تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله إ سوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}(الآية)، كما أن من الواجب طاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه في جميع أمور الدين والدنيا لأن ذلك يعتبر طاعة لله {من يطع الرسول فقد أطاع الله}(الآية) لهذا بالإضافة إلى حب من يحبه ومعاداة من يعاديه وكذلك الرضى بما كان يرضى به والغضب لما كان يغضب له ثم التحلي بخلقه الذي يقول الله تعالى عنه : {وإنك لعلى خلق عظيم}(الآية) والرسول يقول عن نفسه : >إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق<(الحديث).
- إن صحبته تستلزم خفض الصوت عند جنابه حيا وميتا، قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا له تجهروا بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}(الحجرات : 2).
- إن حبه يقتضي توقيره واحترامه وتعظيمه والصلاة والتسليم عليه كلما ذكر إسمه مصداقا لقوله تعالى : {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}(الآية).
- إن حبه يقتضي اتباع سنته وإحياءها والسير على هداها ونصرتها والسعي لتطبيق شريعته في حياتنا الخاصة والعامة والصبر على ذلك في أيام الضر لنيل الأجر العظيم والثواب الجزيل.
- إن محبته تستوجب تبليغ دعوته إلى الناس القائمة على الإيمان بالله وتوحيده وعدم الشرك به وعبادته وتقواه، قال عليه الصلاة والسلام : >بلغوا عني ولو آية<(رواه الترمذي وابن ماجة).
- إن صحبة رسول الله تستوجب أثناء الإحتفال بذكرى مولده تجاوز كل البدع والضلالات التي تتنافى مع عقيدة التوحيد الصحيحة والسنة النبوية الشريفة ثم العودة إلى شرع الله وتحكيم الكتاب والسنة في كل شؤون الحياة العامة والخاصة.
عمر الرماش -تاونات.