… في الوقت الذي تتصاعد فيه موجة الإرهاب والتقتيل الصهيوني ضدّ أبناء شعبنا في فلسطين، وفي الوقت الذي تُدكُّ المنازل على رؤوس ساكنيها وتُقتلع الأشجار والمغروسات من أماكنها.. في هذا الوقت بالذات يُصر بعض عديمي الضمير من أبناء جلدتنا على استضافة باحثين صهاينة مشهود لهم بالعداء للعرب والمسلمين للمشاركة في ندوتين “علميتين’ في كل من الرباط والصويرة من أجل “الحوار” وتبادل الخبرات في قاعات عمومية إمعانا في استفزاز مشاعر الشعب المغربي الذي ظل يتألم حزنا وألما على ما يلاقيه اخوانهم في فلسطين من تقتيل وتنكيل على أيدي الصهاينة المجرمين أمام مرأى ومسمع العالم “المتحدّر” من الحدارة] إن الشعب المغربي الذي ظن أن عهد التطبيع مع أعداء الأمة قد ولّى وانتهى مع إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، ليستنكر بشدة ما أقدم عليه هؤلاء المطبّعون المنافقون الذين يروِّجون لثقافة الانهزام والاستسلام باسم “الحوار” تارة و”الواقعية” تارة أخرى.
إن أمثال هؤلاء المنافقين وغيرهم لا ذمة ولا خلاق لهم سيوفهم مع الأمة وقلوبهم مع الصهاينة، لا يتركون فرصة إلا واقتنصوها لاظهار ولائهم للأسياد مقابل عرض تافه.
إن للتطبيع في هذا البلد المسلم الآمن مظاهر عديدة، وللمطبعين أساليب ومدارس تختلف باختلاف المصالح والظروف، وإن كانت في نهاية المطاف كلها تصب في نهر آسن من الخيانة والانتهازية.
… فمن المطبعين من يختلق الندوات والمناظرات “العلمية” فيستدعي لها خبراء صهاينة لهم القدم الراسخ في الكيد والعداء للأمة، من أمثال (Alexander Adler) الذي تم استدعاؤه في ندوة الرباط، والرجل من غلاة الفكر الصهيوني في العالم وأحد أبرز نشطاء اللوبي الصهيوني في فرنسا، وهو الذي ما فتئ يستعدي المسؤولين في المغرب ضد الاسلاميين بل ويتهمهمبمهادنتهم وعدم قمعهم وكأني بالرجل يعمل على إشعال فتنة بين الطرفين في هذا البلد الآمن لا قدر الله..
… ومن المطبعين من لا يتوانون عن رفع تهمة معاداة السامية ضد كل من سولت له نفسه الحديث عن اليهود من قريب أو بعيد، وقد تولى هذا الأمر في الآونية الأخيرة جريدة “Liberation” “التقدمية” حينما حرض أحد صحفييها ضد الأستاذ الغازي الحسيني بتهمة تعرضه خلال برنامج “ركن المفتي” لبعض أوصاف اليهود في القرآن.
نفس الشيء وقع مع العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على إثر فتواه الأخيرة حول (البوكيمون) على “قناة الجزيرة”.
ونفس التهمة أيضا رفعوها على الفنان أحمد السنوسي عندما تعرض للوبي الصهيوني في إحدى عروضه الساخرة.
… ومن المطبعين أخيراً أناس لاهم في العير ولا في النفير، همهم الوحيد جمع الأموال وتكديس الثروات ولو على حساب صحة المواطنين والأمن العذائي للأمة، ومن هؤلاء من راح ليستوردعلنا وخفية مواد فلاحية عبر صفقات مشبوهة من اسرائيل مما نتج عنه شلل شبه تام لمحاصيل المغرب من الطماطم في السنة الماضية بسبب انتشار ماسمي بالذبابة البيضاء. نفس الأشخاص أو قريبا منهم في الخسّة والنذالة يروجون هذه الأيام لمنتوج كيماوي فلاحي صهيوني يحمل اسم ريمون Rimon وهو مخصص لمحاربة الذبابة البيضاء التي كانت وراء اتلاف محاصيل البلاد من الطماطم في العديد من مناطق المغرب، المنتوج يحمل علامة نجمة داوود السداسية، ويشير إلى الموقع التجاري والدعائي للشركة المنتجة له على شبكة الانترنيت وهي “معامل ما خشتيشيم الكيماوية وتتخذ من تل أبيب مركزاً لها بعدما وصلت عن طريق شراكة مع شركة أخرى.
… وبعد فنصيحتنا إلى هؤلاء المطبعين والعابثين بأن ما يقومون به هو تحدي وتلاعب بمشاعر هذه الأمة وبثوابتها، واللعب بهذه الأمور هو لعب بالنار في نهاية المطاف، واللاعب بالنار لا محالة محترق بها في الدنيا وفي الآخرة.
ذ. عبد القادر لوكيلي