كيف نطرق قلب الطفل ؟


لكي نخاطب الطفل، ونمد جسور التواصل معه، ينبغي أن نطرق باب قلبه أولا . وذلك بكل ما هو مُغري ومُغرب، ونتودد إليه بكل ما هو مشرق ومثير للفضول… وإذا فتح لنا قلبه، وأحسسنا بمُوَيْجات التواصل بدأت تعمل، نحاول أن (نحتال) عليه -بالمفهوم التربوي- في مخاطبته، لأنه من الصعب اقناعه بأفكار ومفاهيم قد يسمعها ولا يستوعبها، ويصغي إليها وهو رافض لها.. لذا وجب أن نعامله كالمريض المتمرد على الدواء، حتى نقدّمه له مموّها بشيء يحبه؛ كالحليب أو الحلوى أو العسل.. ونحذر كل الحذر، الجفاء والجفاف في التخاطب والتعامل.. وإلا كان النفور، وانقطع حبل التواصل الذي هو الممرّ الرئيسي والضروري للتخاطب مع الطفل.. ولعل المسرح هو أنجع وأفضل وسيلة تُرشَّح للقيام بهذا الدور، أو بهذه المهمَّة الصعبة، وذلك لعدة اعتبارات :

< لكونه أفضل وسيلة تعليمية؛ فهو يخرج عن الجامد المألوف (الإطارية) ويستدعي خصائص أخرى خارج الفصل، وهي -وبالأساس- مميّزات طفولية محضة؛ كاللعب، والضحك والحركة، والبداهة والتفكير..

<ولكونه أفضل وسيلة لاكتشاف مواهب الطفل وميولاته..

< كما أنه أنجع وسيلة لتكوين شخصية الطفل وتنمية قدرة الاعتماد على النفس.. وبالتالي الاندماج مع المحيط، وربط علائق انسانية وثقافية مع الآخرين..

بالإضافة إلى تنمية روح المبادرة الحرة لديه، والجرأة على تقمص الأدوار وتحمل المسؤوليات، وبالتالي الدفع بعجلة الإبداع والعطاء في اتجاهها الصحيح، من خلال رعايته ومتابعة تطوراته. ومثل هذه الإحاطة الشاملة، لن يقبلها غير فضاء المسرح الشاسع الواسع الرحب، وإلا فما كان ليُلقب بأب الفنون.

المداني عدادي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>