حينما يتقد الشوق إلى رحاب الحبيب المصطفى لا يجد المشوق بدا من أن يقول :
من يُشرعُ الأبوابَ في جُدُرِ الغيابْ
من ذا يُحِيلُ حقيقةً
مَحْلَ السرابْ
وأدق أَقْرَعُ بابَك الشماءَ
لم أركبْ لها غيرَ الطيوفِ
وصبوةِ الأرواحِ
تمخَرُ بي إليك مُتَيَّماً
هذا العبابْ؟
üüüüüü
كم ذا يُؤَجِّجُكَ اللقاءُ ولا لقاءْ
وتظل تطوي شامخا مُدُنَ المحبةِ
في انتشاءْ
من قال إن القلبَ يُزهر والعيونُ
له فيوضٌ وارتواءْ؟
كلاَّ..
عشقْتُكَ يا حبيبِيَ ما رأَيْتُكَ..
بل رأيتُكَ…(1)
في الجوانِحِ محضَ طَيْفٍ من ضياءْ
üüüüüü
إني شهِدْتُكَ في التَّنَائِي والغِيَابْ
والحرفُ من بدءِ الخليقةِ لم يبِنْ فوق الشفاهِ
له انسكابْ
وعشقت في (الميم) المجادةَ والملاحة َ
والمحامد باذخاتٍ
أوْرَفَتْ من (حائها) غُرَرُ الشعاب
وتأرجت من (دالها) الدنيا
وكان لنورها
أحلى انسياب
كُشِف الحجاب عن الفؤاد
فهل يساغ للائمي ماءُ العتابْ؟
üüüüüü
ياأيها الروح المضمخ بالطيوب
فلأنت أقرب من وريدي يا حبيبي
حسبي إذا حُمَّ الفراق سريت في جسدي
مع العرق الصبيب
وظللْت في القلب المولّه
في الشَّغاف ملابسا
كالشدْوِ للدوْح الرطيب
وإذا نأَيْتُ
وأمرع الصخر الجديبُ بمقلت ونحيبي
وتشامخت خلف البحار
مدائنُ الشوق المسعَّـر
من لهيبي
راح الفؤاد نسيمَك القدسي
عبر مفاوز ودروب
وامتد كفك للغريب
ومَنْ سواك لتائه وغريب؟
(طه) الحبيب ومن سوى طه حبيبي؟
üüüüüü
يا أيها النور المجلل بالكمال
في مكة الزهراء ينضح بالجمال
أفنيت فيك مودتي
لم يبق غير حُشَاشة وذُبَال
من لي إذا الركب المشوق
طوى الرحال على الرحال
وسرت نسور(2) الكون
تذْرُو مهجتي بين السهول الفِيحِ
أو فوق الجبال ؟
من لي وقد مدت قوَادِمُها الكوالح
هازئات بالمحال ؟
هل رجعة للزرقة الغراء تندى بالشذاء
وبالجلال؟
أو نظرة للروضة الفيحاء تعبق بالحميد
من السجايا والخصال
وكأنما حصباؤها شذرات مسكٍ أو فضيضُ
لآلي؟
وكأنني (بألاسطوانة)(3) لم تزل
تعنو حياءً للخفيض من المحاجر
والمقال
وهنا أقول (محمد) قد أشرقت قسماته
بالحب والبشر العميم
وبالكريم من الخلال
ما زال وجهه مورقا في أضلعي
ما زال لي قلب يَلَذُّ له اللقاء
على الخيال .
الأستاذة : أمينة المريني