رجعية التقدميين


يلجأ المتجددون في سبيل التجديد إلى بعض الفلسفات والنظم والروابط التي فقدت قيمتها ومكانتها في المجتمع الأوربي من زمان، وأصبحت تعتبر من الشعارات الرجعية ومن التجارب القديمة التي لجأ إليها القادة في أوربا في ظروف خاصة، وفي وقت محدد، ثم استغنوا عنها بما رأوا من أضرارها وجناياتها وتركوها إلى فلسفة أو فكرة أفضل منها وأوسع، وخير مثال لذلك “القومية” التي تخلت عنها أوربا تقريباً ويعض عليها بعض القيادات في الشرق الإسلامي بالنواجد، وترى فيها الأسلوب الأخير من التفكير، وآخر ما وصل إليه العقل البشري من وسائل التنظيم والتخطيط، مع أنها من بقايا عصر البداوة والحياة القبلية المحدودة في صورة موسعة. وقد بدأ مفكرو الشرق والغرب الأحرار ينظرون إلى القومية نظرة احتقار وازدراء ويعتبرونها موضة قديمة، ودليلاً على الرجعية والتزمت، وعنصراً هداماً للإنسانية والسلام العالمي، ويدعون إلى الوحدة الإنسانية وفكرة الأسرة العالمية.

ونقدم هنا -كدرس وعبرة- رأي مفكرين عظيمين، أحدهما ينتمي إلى الغرب والآخر ينتمي إلى الشرق، الأول هو المؤرخ الشهير أرنولد توئنبي (ARNOLD Toynbee)، والثاني الدكتور رادها كرشنان رئيس الجمهورية الهندية سابقاً

أخوة روحية يمنحها الدين هي مستقبل الانسانية

إن أرنولد توئنبي يكتب في إحدى مقالاته : “إن مستقبل الإنسانية يتوقف على أخوة روحية لا يمنحها غير الدين، وهو الشيء الذي يحتاج إليه النوع الإنساني في هذا الوقت، الشيوعية تزعم أنها تستطيع أن توحد النوع البشري، كما أن الإسلام يثبت صلاحيته كقوة موحدة للإنسان في افريقيا، المسيحية أيضاً تستطيع أن تلعب هذا الدور إذا عملت بمبادئها، ولكن القومية لا تستطيع أبداً أن توحد الإنسانية، بل إنها توزعها وتشتت شملها، ومن أجل ذلك ليس لها مستقبل، وإنها لا تستطيع إلا أن تدفن الإنسانية في ركامها.

إنه يجب علينا أن نختار إحدى النتيجتين في عصر الذرة، وإننا إذا أردنا أن ننقذ أنفسنا من الهلاك والدمار فينبغي لنا أن نحتضن الإنسانية كلها من غير استثناء، ونتعلم كيف نعيش كأسرة واحدة”.

الأسرة الواحدة على وجه الأرض

ونادى الدكتور رادها كرشنان بتبني فكرة “الأسرة الواحدة على وجه الأرض” حتى يسلم العالم من عواقب “القومية العسكرية”، وقد قال في خطبته التي ألقاها في 10 يونيو 1963م في مؤسسة الأمم المتحدة : “إن تقاصر الإنسان عن إلغاء التجارب النووية لا يدل إلا على نظرة خاطئة كبيرة، التاريخ يشهد أن الاستيلاء السياسي، والتمييز العنصري والاستغلال الاقتصادي دفع الإنسان إلى نار الحرب، فإذا قضى على هذا الاسيتلاء السياسي والاستغلال الاقتصادي بإدخال الرخاء، والقضاء على النعرة الجنسية يكون ذلك خدمة كبيرة للسلام العالمي.

إن الوطنية ليست المثل الأعلى للإنسان، بل إن مثله هو فكرة الأسرة العالمية الواحدة، إننا نعيش في عالم حديث، ولكن أفكارنا قديمة عتيقة”.

تقليد دعاة التجديد

إن هذه المحاولة المخلصة الملحفة لتطبيق تجارب الحياة الأوربية في بلد إسلامي يبرهن على أن قادة هذه البلاد -وإن دوت أسماؤهم في العالم وقادوا الجماهير الكثيرة- لا يزالون -رغم ثقافتهم العصرية الواسعة- في دور الطفولة العقلية التي يكثر فيها التقليد والمحاكاة والتلمذة المتواضعة لأساتذتهم الغربيين، وأن شخصياتهم مجردة عن كل ابتكار، وعن القدرة على الإنتاج الأصيل والإبداع، وعن التفكير الحر، وإنهم فضلا عن جهلم أو تجاهلهم لطبيعة الشعوب التي يحكمونها، ولمواهبها وطاقاتها لا يسايرون الفكر الأوربي في تقدمه وأطواره، ولا يعرفون ما يجيش به المجتمع الأوربي من قلق وتذمر، وبحث عن الإيمان والروحانية.

سياسية النفاق لدعاة

الإلحاد والعلمانية

ما هي طريقة هؤلاء الدعاة المتحمسين إلىالعلمانية والتقدمية الغربيين (الذين نفخوا روح التغريب في العالم الإسلامي) في محيطهم وبيئتهم التي يعيشون فيها، وهل طبقوا العلمانية في حدود دولهم وحكوماتهم، أم أنهم كانوا متعصبين للدين ومن كبار الرجعيين، كلما دعتهم إلى ذلك حاجة؟

أما الذين ينتسبون إلى العالم المسيحي والحكومات التي تنتمي إليه فقد كتب عن ذلك كثيراً.

ولا يخفى على البصير ما يتجلى في كتابات المستشرقين المسيحيين من روح التبشير، ومرارة ذكريات الحروب الصليبية، والتعصب على الأتراك، ودوافع الانتقام ضدهم، ويوجد من بين هؤلاء المستشرقين، الذين يعتبرون من متحمسي الدعاة إلى الثورة على الشريعة الإسلامية والقانون الإسلامي في العالم الإسلامي -عدد وجيه لليهود يتعصب للديانة اليهودية وأتباعها ويظهر من كبار الرجعيين والمتزمتين المتعسفين.

إن دولة إسرائيل المزعومة لم تقم إلا على أساس خالص للدين، إن في تشبتها بتعاليم التوراة والعض عليها بالنواجذ في كل مجال من مجالات العلم والدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد، وفي الحياة الفردية واليومية، لعبرة كبيرة للعالم الإسلامي، ودليلاً ساطعاً على أن التقدميين ذوو لسانين، فإنهم يتكلمون مع إخوانهم وأتباعهم بغير ما يتكلمون به مع الآخرين، وهم يركزون جهودهم ودعوتهم على نشر الإلحاد والعلمانية، والمحاربة للدين في الأقطار الإسلامية التي استقلت حديثاً.

وفيما يلي مقتطفات لأحد الشيوعيين العرب سابقاً، الذي عاش مع الشيوعيين اليهود جنباً إلى جنب وعمل معهم مدة طويلة، إنه يقول : “في قطب بلادنا تقوم دولة تحمل اسم نبي من التوراة، ليس لها دستور لأن الأحزاب الدينية تصرعلى أن التوراة هي الدستور : … محرماً فيها العمل يوم السبت ولم تر فى ذلك أي اخلال باقتصادها وارتباطها بالبنوك العالمية التي تتعطل يوم الأحد، بل يحرصون على أن تكون الجلسة الأسبوعية للكنيست، يوم الأحد -ومحرم فيها على الجيش طبخ الطعام يوم السبت.. تقول يائيل دايان في “مذكرات جندي” : “أكلنا طعامنا مطهراً يوم السبت 3 يونيو بتصريح خاص من الحاخام الأكبر”، جيش إسرائيل الذي يمتلك القنبلة الذرية يمتنع عن طبخ الطعام يوم السبت، وبن غوريون وشازار يسيران ميلا ونصف ميل على الأقدام في جنازة تشرشل لأنها صادفت يوم السبت ومحرم في التوراة ركوب وسائل النقل يوم السبت، وعمر بنغوريون 78 سنة وعمر شازار 76 سنة في وقت الجنازة، ولم تجد الصحافة العالمية ولا الرأي العام الإنجليزي في ذلك مدعاة للسخرية، لكنها تجد في ذلك مدعاة للاعجاب، وجميع طائرات شركة “العال” الإسرائيلية وسفن شركة “زيم” لا تقدم لحم الخنزير، في اسرائيل أحزاب دينية معترف بها ولها وزنها، الزواج المدني غير معترف به لحد أنهم رفضوا إعطاء الجنسية لحفيد بن غوريون لأنه من أم غير يهودية، اللغة العبرية لغة رسمية، درسوا بها الصواريخ وإفساد الرادار، وضرب الطائرات على المدرجات، وألفوا بها أدبا نالوا به جائزة نوبيل العالمية، في نفس الوقت ولأجل أن تقوم إسرائيل صدروا إلينا عملاء يجعلون لب كفاحهم فصل الدين عن الدولة.. ويصابون بالفالج عندما يسمعون بأن الدستور سينص على أن دين الدولة هو الإسلام، ويسودون الصحائف في أضرار رمضان على الإنتاج ونحن أمة مستهلكة والحمد لله، والذين ألغوا شعار الهجوم “الله أكبر” من الجيش ولم يعيدوه إلا بعد النكسة بخمسة عشر شهراً، بينما أول دبابة إسرائيلية دخلت سيناء مكتوب عليها آية من التوراة، وتصاب بالذين تشغلهم صعوبة اللغة العربية ويبحثون عن حروف أخرى لها أو عزلها عن مجال العلم بزعم أنها لغة متخلفة، والعبرية التي انقرضت منذ ألفي سنة أصبحت لغة العلم”.

ولكي نطلع على شيء من سياسة إسرائيل وطريقتها في مجال التعليم نقدم بعض المعلومات عن مؤلفات وتقارير خبراء التعليم في الشرق الأوسط :

يقول الدكتور رودر ما يثوز والدكتور متى عقراوي في كتاب “التربية في الشرق العربي” : “إن أهم ما يسترعى الأنظار في المدارس الإسرائيلية في فلسطين أن لغة الدراسة في كافة المواد هي العبرية فيما عدا اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، والعناية شديدة في جميع مراحل التعليم بالدراسة الدينية وجعل التعليم الديني أساس الصهيونية وتقدمها.

ويفهم مما يلي هذه العبارة أن جميع أنواع المدارس الإسرائيلية أو اتجاهاتها تبعاً للأحزاب التي ينتمي إليها آباء التلاميذ ورغم اختلاف هذه الأحزاب في مثلها العليا التعليمية والدينية والسياسية تلتقي على هذه الفكرة الأساسية، وتعنى عناية خاصة بالتربية الدينية ويرى بعضها أن التقاليد الدينية اليهودية هي النبراس الذي ينبغي أن تستهدي به نظم التعليم ويحتم بعضها على المعلمين أن يكونوا تقليديين، أي أن يحرصوا على التقاليد اليهودية الأصولية.

وجاء في مقال “التعليم العالي في اسرائيل” في مجلة فلسطين مقتبساً من الدراسة التي قدمتها دائرة البحوث والدراسات في الهيئة العربية العليا لفلسطين ما يلي :

“إن سياسة التعليم العالي تهدف إلى تنمية العقيدة اليهودية والولاء لها بالإضافة إلى الدعاية لإسرائيل وكسب الأصدقاء”، وفي المقابل تفاصيل هائلة عن العناية باللغة العبرية وجامعاتها وميزانيتها وتمويلها وما يبذل لها اليهود من عناية فائقة، وأموال طائلة، وتنظيمات دقيقة”.

ومما يبعث على الاستغراب الشديد بعد الاطلاع على هذه السياسة ذات الوجهين التي اتخذها المثقفون من غير المسلمين في بلادهم وأمتهم نحو الأقطار الإسلامية وشعوبها المسلمة، أن نرى عقلاء البلاد وقادتها يقعون فريسة الدعاية المنافقة للعلمانية والتجديد، في غاية من البساطة والاغتراب، ولعل هؤلاء اليهود والمسيحيين والمستشرقين من أصحاب القلم والصحافة لم يكونوا يقدّرون أن الزعماء المسلمين ينخدعون بمثل هذه السهولة ويؤمنون بتوجيهاتهم في مثل هذه السرعة، ويصحبون لها دعاة متحمسين في بلادهم من غير أن يشعروا بهذه الحقائق النيّرة، كما أثبتت التجربة العملية ذلك، وسوف لا يوجد نظير في تاريخ العالم الفكري والمدني، لإفلاس القيادة الفكري واغترارها، مثل الذي قدمته القيادة المسلمة في هذا القرن العشرين.

إسراف الدول الإسلامية المتخلفة

الحالة الاقتصادية في الدول المسلمة سيئة بوجه عام، إنها مفتقرة إلى الدول الأخرى وعالة عليها، حتى في حاجات الحياة، وإن مستوى حياة شعوبها منحط خافض بوجه خاص، أما البلاد التي عدد سكانها هائل، فإن مستوى معيشتها وحالتها الاقتصادية أحط بكثير مما عليه البلاد الأخرى، ولكن حكومات هذه البلاد تحاول تقليد الدول الغربية المتحضرة الغنية ولا تدخر في ذلك وسعا، وتعتبر إنشاء القنصليات والسفارات في جميع البلاد فريضةلازمة، وتتخذ هذه السفارات كل الأساليب التي تتخذها السفارات الغربية التي لا دين لها ولا حشمة، ولا حدود خلقية، إن هذه السفارات المسلمة والعربية تقيم مآدب فاخرة وحفلات الكوكتيل Cocktail Parties وتصب فيها أموال الفقراء والطبقة الوسطى كالماء الجاري، وتقدم الخمر في عامة الأحوال، ولحم الخنزير أيضاً في بعض المناسبات. إن هذه السفارات لا تتحمس مطلقاً لدعوة الإسلام، والتمسك بمبادئه الخلقية التي تنتمي إليها، ولا تكون لها صلة بالمسلمين في تلك البلاد وعناية بتوجيههم وتشجيعهم والاطلاع على أحوالهم وأوضاعهم، ولا تفيدهم ثقافياً وأدبياً إلا نادراً.

إن كثيراً من زعماء الدول المسلمة (ومنهم من آمنوا بالديمقراطية والاشتراكية كمبدأ ودستور) يعيشون عيشة باذخة مبذرة، نفقاتهم ملوكية وجولاتهم تذكر بعهد كسرى وقيصر وامبراطور روسيا في العهد الأخير، وحياتهم المنزلية ومناهج عيشهم تشبه قصص ألف ليلة وليلة، والإنسان يكاد لا يصدق أن هؤلاء هم زعماء البلاد الإسلامية المتخلفة، والشعوب المتأخرة الفقيرة، والدعاة إلى الاشتراكية والديمقراطية الشعبية.

نقدم بهذه المناسبة الدكتور سوكارنو رئيس جمهورية إندونيسيا سابقاً. كنموذج لهذا النوع من القادة والزعماء، ونضرب مثالاً لأسلوب حياته، ومستوى معيشته، تقول جريدة “الصندي تلغراف” الصادرة من لندن في أحد أعدادها : “الرئيس الإندونيسي سوكارنو أنفق خلال إقامته في طوكيو خمسة آلاف جنيه يومياً، وكان يرافقه ستة ضباط، وكانت المومسات والبغايا والفتيات الأخريات يجلبن إلى فندقه الذي كان يكلفه 55 جنيهاً يومياً، وكان 50 من الحراس منزعجين لكثرة تردد المومسات والبغايا الزائرات في هذا الفندق’.

كما أن مكتب وزارة الخارجية باليابان لا ينظر بعين الرضى إلى هذه الجولات التي يقوم بها الرئيس سوكارنو بين آن وآخر لطوكيو، ولكن بما أن اليابان تريد استغلال الوسائل الطبيعية في إندونيسيا فإنها لا تبدي استنكارها لهذه الجولات بطريق علنية”.

صراع بين الحكومات والشعوب

إنهم في بلاء وشقاء من هذه الشعوب التي لا يسهل عليها التخلي عن المبادئ الدينية، وعن ثروتها الإيمانية وعن تراثها الفني، والانقطاع عن منابع الحياة والقوة التي تكمن في مصادرها الدينية، وأدبها الإسلامي، وتاريخ الإصلاح والتجديد، فهم في عملية هدم واسعة الأكناف، طويلة المدى، محاربة من جهات كثيرة.

والشعوب الإسلامية -التي وقعت تحت حكمهم وقيادتهم- في بلاء وشقاء من هؤلاء القادة، فهم يحاربون طبيعتها ويقودونها بهتافات وشعارات لا تسيغها هذه الشعوب ولا تنشط لها، لا تستطيع أن تحبب إليها الموت والفداء، وتهون عليها بذلك النفوس والأموال والهجرة من الأوطان، وتتغلب على الشهوات الأنانية الفردية، وقد عرف هؤلاء القادة ضعف هذه الهتافات والشعارات في إثارة الحمية، وإشعال الحماسة في نفوس الجماهير، فهم يلجأون دائماً أيام الجد والمعارك الدموية الحاسمة إلى الهتافات الدينية والشعارات القديمة من الجهاد في سبيل الإسلام والشهادة في سبيل الله حتى إذا وضعت الحرب أوزارها، وتسلموا مفاتيح البلاد، عادوا إلى هتافاتهم، وشعاراتهم القومية والزمنية ويفترضون أنهم يحكمون شعوباً ليست لها ديانة تحبها وتقدسها وتستميت في سبيلها، ليست لها عاطفة دينية تحتاج إلى التربية والاستثمار.

إهمال طاقات وكنوز مخبوءة

وهكذا تضيع طاقات هذه الشعوب ومواهبها، وإمكانياتها التي لو استثمرت وقدّرت حق التقدير، وكان القادة “واقعيين” أكثر منهم “خياليين” لفعلت الأعاجيب، ولكانت قوة يحسب لها الحساب الكبير في ميزان القوى و’المعسكرات”، ولا سبب في ذلك إلا ضيق تفكير هؤلاء القادة، تقليد هذه الحضارة، والتصميم على تطبيقها في بلدهم بحذافيرها، وهذا بتأثير الثقافة الأجنبية التي تلقوها في الخارج، أو خضعوا لها وهضموها في داخل بلادهم.

تقليد الحضارة الغربية ونتائجه

إن اتباع أساليب الحضارة الغربية في الحياة الاجتماعية والإيمان بمبادئ حياتها يحمل نتائج بعيدة المدى، إن أوربا اليوم مصابة بالجذام الخلقي. ولا يزال جسمها يتقطع ويتعفن حتى أصبح الجو كله موبوءا. وسبب هذا الجذام هو الاباحة الجنسية والخلقية التي تسود أوربا اليوم، وتتخطى حدود الحيوانية والبهيمية.. والسبب الحقيقي لهذه البيهمية والحيوانية هي حرية المرأة المطلقة، والتبرج المطلق، والاختلاط الذي لاحد له ولا نهاية، وإدمان الخمر.

فأي بلد إسلامي سار على هذا الدرب وطرح الحشمة وسمح بالاختلاط بجميع أنواعه، وشجع التعليم المختلط، كانت نتيجة ذلك هي التفسخ الخلقي والجنسي، والثورة على سائر الحدود، الخلقية، والدينية، وفي عبارة وجيزة، الجذام الخلقي الذي أشرنا إليه آنفا، والذي أصيب به الغرب، إننا نرى معالم هذا الجذام واضحة في البلاد الإسلامية التي تحمست في تقليد الحضارة الأوربية ورفع الحجاب. وشاع فيها الاختلاط، وظلت الصحافة والسينما والتلفزيون والعلوم والآداب، وحياة الطبقة الحاكمة تشجعها،بل تقودها وتوجهها.

{سنة الله في الأرض، ولم تجد لسنة الله تبديلا}.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>