إن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن، شهر الطهر، شهر المغفرة، شهر التراحم والترابط والتعاون على البر والتقوى، شهر الصدقات والزكوات وأعمال الخير والبر والبرور. إنه شهر الجهاد والصبر والمصابرة والرباط والمرابطة، إنه شهر العبادة في المسجد والبيت والشارع والمدرسة والإعلام وقاعات المحاضرات والندوات وغيرها من وسائل التثقيف والترفيه.
إن هذا الشهر إذا ما صامه المسلمون حق صيامه وقاموا فيه حق قيامه، فإن أواصرهم الاجتماعية ستزداد قوة وترابطاً وتدفع بالمسلمين إلى الأمام في كل مناحي حياتهم لأنهم سيحققون الغاية العظمى من رمضان وهو التحلي بالتقوى والتخلص من تأثير الشياطين واتباع خطوات الأبالسة.
ومجتمع التقوى هو مجتمع النصر والتقدم والنهضة والبناء الحضاري، والمجتمع الصائم القائم الذي حفظ جوارحه وتحكم في غرائزه وارتقى بعواطفه وأحاسيسه خلال شهر رمضان حَرِيٌّأن يستمر كذلك بل خيراً من ذلك خلال السنة كلها.. لكن نشاهد بأسف شديد أن بعض إعلام العرب وقنواتهم الفضائية تُبَشِّرُ المشاهدين ببرامج سخيفة وحفلات غنائية ساقطة ويوميات وحوارات وأحاديث تبطل بالليل “أجور النهار” وتبطل بالنهار “أجور الليل”. فرمضان عند هؤلاء المنهزمين ضياع للوقت وفتك للمروءة وتمريغ للفضيلة وهتك للأعراض وإغراء بالفاحشة وتبليد للحس وتشويه للذوق وإشادة باللغو والرفث والفسوق.
نود أن يكون شهر رمضان بالمغرب شهر الطاعة والاستغفار، فكفانا معاصي وكفانا آثاما، فلم نجن من ذلك إلا الكوارث والمآسي والتدهور المتوالي والمتنامي.. اللهم اشهد فإني قد بلغت.