كانت زيارة الارهابي شارون المشؤومة، وكان الحدث.. انتفاضة رجب، انتفاضة الأقصى، تسابق الشهداء الأبرار نحو الجنة تعطرهم الدماء الزكية وتزهو بهم دمعات الأمهات، وتزفهم زغاريد الزوجات والأخوات وأهازيج الرجال إلى جنة الخلد إن شاء الله تعالى.
وكانت القمة…
كانت القمة “غير العادية” التي -كما قيل- تنازعها تياران :
- تيار “متطرف” يدعو إلى الجهاد والمواجهة “متناغما” مع نبض الشارع العربي.
- وتيار الواقعية السياسية الذي “تشبث” بالسلام..
وتمخض المؤتمر “غير العادي” فولد :
- صندوقاً للحفاظ على الهوية العربية الاسلامية للقدس.
- وصندوقاً “لدعم” الانتفاضة ومساعدة أسر الشهداء.
- “ملاحقة” الصهاينية من طرف لجان حقوق الانسان الدولية.
- الوقوف في وجه محاولات التغلغل الصهيوني في العالم العربي..الخ.
ويعفينا الصهيوني باراك منالتعليق على القمة ومهزلتها حينما قال : “إني أحيي المؤتمر الذي يعتبر انتصاراً للعقلانية والحكمة العربية”، في الوقت الذي يضع فيه الأبطال أجسادهم وسواعدهم سداً منيعاً دون الأقصى ويسقطون على مدى الأربعين يوماً الماضية تحت نيران الغدر الصهيوني، لأنهم لم يقبلوا بالسلام المذل مع أعداء السلام. فعبروا عن الطريقة المثلى للتعامل مع الملف/القضية، مدينين عبارات الاستنكار والشجب والتنديد التي ألفوها من قبل الأنظمة العربية التي شكلت لها “انتفاضة رجب” مأزقاً حقيقياً ربما أكبر من مأزق إسرائيل نفسها.
إنهم طردوا أمريكا وإسرائيل من عقولهم وقلوبهم وكفروا كفراً بواحاً بكل الاتفاقيات والمعاهدات المذلة.
وبعد فإننا نتساءل :
- ألم تثبت انتفاضة الأقصى أن أي كلام عن علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني هو محض هراء؟
- أليس مثل دعاة التطبيع مثل شخص يضرب على رأسه بالحذاء، ثم يدور ليعانق ضاربه على حد تعبير أحد الصحفيين؟!
- وهل مازال المطبّعون قادرين على الدفاع عن مواقفهم وأطروحاتهم بعد الذي حدث؟
- ألم تثبت مسيرات الغضب في العالم الاسلامي أن السلام مفروض على الشعوب فرضاً؟
- من الذي يمثل -حقيقة- العالم الاسلامي حكامه أم شعوبه؟
فمتى تهب الجحافل المسلمة هبة روحية إيمانية لنصرة المستضعفين في بلاد الاسلام {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق}(الحج : 40)، {ويقولون متى هو : قل : عسى أن يكون قريباً}(الاسراء : 51). ومن أجل القيام بنزر يسير من واجب النصرة، كان هذا الجزء الثالث من ملف المحجة مخصصاً لانتفاضة الأقصى المباركة.