إشراقات : نحن والشياطين من بني إسرائيل


أخي المسلم إن القرآن العظيم حذر الأمة من عدوين خطيرين : من اليهود، ومن الشيطان وكلاهما شيطان رجيم عليه لعائن رب العالمين، فقد وصف القرآن اليهود بالشياطين، فقال تعالى في حق المنافقين : {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم -يعني اليهود- قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون}(البقرة : 12).

هؤلاء الشياطين الهمج يسمون أيضا : >العبريون< أي البدو الذين يعبرون الصحارى طلباً للعيش من غير استقرار، وليميزوا بذلك عن أهل المدنية والحضارة والعمران.

وإننا اليوم نخوض معركة مقدسة مع هؤلاء الشياطين كما خضناها من قبل، ولكن كيف انتصرنا من قبل في خيبر، واليرموك والقادسية، وحطين و…، وكيف انهزمنا.

أقول : انتصرت أمتنا على الشياطين حين كانت تعيش بالقرآن روح الأمة، وتحتكم إليه وتعمل به جملة وتفصيلا كما وصفنا الله : {وتومنون بالكتاب كله}(آل عمران : 30).

وكان الشياطين يؤمنون ببعض الكتاب ويعطلون البعض كما وصفهم الله : {أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}(البقرة : 85).

انتصرنا على الشياطين عندما كانت قلوبنا عامرة بحب الله، خاشعة خانعة له كما وصفنا الله : {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا}(الأنفال : 2). وكان الشياطين أصحاب قلوب غليظة قاسية لا تنتفع بذكر كما قال تعالى في حقهم : {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة}(البقرة : 26).

انتصرنا على الشياطين عندما كنا نستجيب لله ونقول : {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا}(البقرة : 285).

وكان الشياطين يعلنون العصيان لرب العالمين فيقولون : {سمعنا وعصينا}(البقرة : 93).

انتصرنا على الشياطين عندما كنا أخيارا أبرارا كما وصفنا العزيز الغفار : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}(آل عمران : 28).

وكان الشياطين أشباه القردة والخنازير كما جعلهم الله : {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}(البقرة : 64).

انتصرنا على الشياطين عندما كنا نعتز بالله وبدينه، وننصر الله ورسوله كما أمرنا الله : {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصاراً لله}(الصف : 13).

وكان الشياطين يقتلون الأنبياء والمرسلين كما أخبر عنهم رب العالمين بقوله : {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون}(البقرة : 86).

انتصرنا على الشياطين عندما كانت أمتنا من مشارق الأرض إلى مغاربها يربط بعضها ببعض رباط الأخوة الإيمانية كما وصفنا الله : {إنما المومنون إخوة..}(الحجرات : 9).

وكان الشياطين يعيشون التفرقة قلبا وقالبا كما وصفهم الله : {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}(الحشر : 14).

انتصرنا على الشياطين عندما كنا نحرص على الشهادة في اقبال من غير إدبار كما أمرنا الله : {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار}(الأنفال : 14).

وكان الشياطين أحرص الناس على حياة كما وصفهم الله : {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة}(البقرة : 96).

انتصرنا على الشياطين عندما كانوا يقولون لنا إنكم لن تستطيعوا مواجهتنا فإننا نملك حصونا من الحُكّام يمنعوننا منكم، وحصونا من الدبابات والمدرعات والقاذفات فكنا نقول : {وظنوا أنهم ما نعتُهم حصونهم من الله فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب}(الحشر:1).

انتصرنا على الشياطين عندما قالوا لنا نحن من ورائنا حلفاؤنا وأصدقاؤنا من دول الاستكبار ولن يتخلوا عنا في معركتنا معكم، فكنا نجيب بقرآننا : {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}(البقرة : 246).

انتصرنا على الشياطين عندما قالوا نحن نملك الذهب والفضة، ونسيطر على الإقتصاد العالمي من خلال النظام الربوي الذي نتمكن من خلاله أن نُنفق للصد عن سبيل الله، فكنا نقول : {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}(الأنفال : 35).

انتصرنا على الشياطين عندما قالوا : إن أسلوبنا الجهنمي في المكر والخداع لا يقاوم ولا يطاق، وكنا نقول للماكرين : {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}(الأنفال : 29).

إذن هذا هو الطريق للانتصار على الشياطين إنه طريق القوة الإيمانية المتدفقة، والقوة المادية المستطاعة استجابة لأمر الله : {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}(الأنفال : 60).

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>