حكم من سب الدين
- ما حكم من يسب الدين والعياذ بالله من ذلك؟ وهل يخرجه ذلك من الإسلام؟ وما حكم عمله الذي سبق هذا الذنب بالنظر إلى قوله تعالى : ((لئن أشركت ليحبطنّ عملك)) وما حكم سب الدين لغير المسلمين؟
- إن سب الدين أو سب الله تعالى أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم لمن الأسباب الأساسية والأمور الرئيسية للخروج من الدين -نعوذ بالله من ذلك- وذلك هو الارتداد بعينه. الله تبارك وتعالى يقول : ((ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))(البقرة : 217)، ولقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ بَدل دينه فاقتلوه))، ولذلك نحذر المسلمين من غضب الله وعقابه ومن الكفر بعد الإيمان ولنحافظ على ألسنتنا فلا نتكلم بها إلاّ بما يرضي الله تعالى.
أما بالنسبة للعمل الذي سبق هذا الذنب العظيم والإثم الكبير فإنه محبط كما قال علماؤنا حتى وإن تاب فيجب عليه أن يحج مرة ثانية إن كان قد حج قبل ذلك ويرجع إلى زوجته بمهر وعقد جديدين إلى غير ذلك ولعل من تمام الفائدة أن نذكر بعض الأمور التي تكون سبباً للردة والكفر بعد الإيمان ليحذر من الوقوع فيها كما ذكرها الشيخ سيد سابق “حفظه الله” في كتابه “فقه السنة” الجزء الثاني صفحة 407، قال : ومن الأمثلة الدالة على الكفر بعد الإيمان:
-1 إنكار ما علم من الدين بالضرورة مثل إنكار وحدانية الله وخلقه للعالم وإنكار وجود الملائكة وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأن القرآن الكريم وحي من الله وإنكار البعث والجزاء وإنكار فرضية الصلاة والزكاة والصيام والحج.
-2 استباحة محرم أجمع المسلمون على تحريمه كاستباحة الخمر والزنا والربا وأكل لحم الخنزير واستحلال دماء المعصومين وأموالهم -إلا إذا كان ذلك بتأويل- فجمهور الفقهاء أجمع على أنهم غير كافرين.
-3 تحريم ما أجمع المسلمون على حله “كتحريم الطيبات”.
-4 سب النبي أو الاستهزاء به وكذا سب أي نبي من أنبياء الله.
-5 سب الدين والطعن في الكتاب والسنة وترك الحكم بهما وتفضيل القوانين الوضعية.
-6 ادعاء فرد من الأفراد أن الوحي ينزل عليه.
-7 إلقاء المصحف في القاذورات وكذا كتب الحديث استهانة بها واستخفافاً بما جاء فيها.
-8 الاستخفاف باسم من أسماء الله أو أمر من أوامره أو نهي من نواهيه أو وعد من وعوده إلا أن يكون حديث عهد بالإسلام ولا يعرف أحكامه ولا يعلم حدوده فإنه إن أنكر شيئاً منها جهلاً به لم يكفر.
ولا يدخل في ذلك الوساوس التي تساور النفس فإنها مما لا يؤاخذ الله بها فقد روى مسلم عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو يتكلم به)).
أما سب الدين لغير المسلمين فإنه لا يجوز لقول الله تعالى : ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم..))(الأنعام : 108).
أجاب عن السؤال: محمد سليمان حمودة