ألم قلم : همسة في آذان فتياتنا من المسلمات


كلما حل بنا شهر رمضان الأبرك من كل سنة تسمع في المحاضرات والدروس التي تُلقى بالمناسبة، بل وحتى في وسائل الاعلام التي تركز على كل ما هو غث في الشهر الفضيل، نسمع أن الشياطين تصفد وأن الأجر يضاعف، وأن هذا الشهر الكريم فيه ليلة خير من ألف شهر، وألاّ يحرم الأجْرَ فيها إلا محروم.

وتبعا لذلك تتغير كثير من المظاهر المألوفة في الشارع، فتتغير أوقات العمل، وتغلق المقاهي وما شابه المقاهي تعظيما لحرمة هذا الشهر، لكن الذي يثير العاقل في هذا الشارع هو عدم تغير مظاهر كثير من فتياتنا، وخاصة ممن يرتدن المؤسسات التعليمية، فالذي يمر قرب هذه المؤسسات يشاهد الكثير من المظاهر المخلة بحرمة هذا الشهر، بل وبالخلق العام في كل زمان ومكان. وأظن أني لست بحاجة إلى وَصْفِ هذه المظاهر، فهي بادية للعيان، ويكفي أن أقول إنّه لو كان الوقت وقت حر، لشاهدنا الكاسيات العاريات من كل لون. كأن ما يقدم من وعظ خلال هذا الشهر لا أثر له، وكأن بعض شياطين الانس تنطلق في هذا الشهر بالذات من عقالها لتزين للناس الشهوات ولعل هذا ما دفع بعض الجرائد إلى تناول ظاهرة معاكسة الفتيات في رمضان.

إن هذه المظاهر وما ماثلها لا تليق بأي مسلمة، خاصة في هذا الشهر الكريم، ولا تليق بالأسرة المغربية التي عرفت على مر التاريخ بغيرتها الاسلامية وذودها عن شرفها وكرامتها وسمعتها.

إذا لم يكن الأب أو الأم على درجة من الوعي الاسلامي وسمحا لبناتهما بالخروج من البيت بشكل غير لائق، ولم يربيان تربية اسلامية لائقة، فهل من سبيل إلى لفت انتباه هؤلاء الفتيات إلى ما ينبغي أن يكن عليه على الأقل خلال هذا الشهر الكريم، حتى يذقن حلاوة العفة وينعمن بستر الإيمان والتقوى، ومن يدري فلعل ذلك يكون العتبة الأولى لولوج باب الطهر والصلاح والتقوى.

إلى هؤلاء أهمس في آذانهن همسة، فأحكي لهن قصة واقعية تدل على بركة هذا الشهر الكريم وعلى قوة الاسلام الدافعة. كنت في أحد البلدان الاسلامية في السنة الماضية، بمؤسسة تربوية يشتغل بها بعض الأوربيات المسيحيات وكن خلال أيام السنة بلباسهن الافرنجي، فلما جاء شهر رمضان، لبسن ثيابا محتشمة طويلة، ووضعن غطاء على الرأس، احتراما لمشاعر المسلمين في هذا الشهر الكريم، لكن الطريف هو أنه بعد مرور هذا الشهر، احتفظت هؤلاء النسوة بلباسهن المحتشم، وبدأن يفكرن بشكل جاد في الاسلام تمهيداً ربما لاعتناقه.

وإذا كان هذا هو شأن نسوة بعيدات عن البيئة الاسلامية اعتقاداً وثقافة ومكانا فإن فتياتنا من المسلمات أولى بأن يتصفن بهذه الصفات، ولو على سبيل التجربة. إذن حَيَّ على خير العمل فيما تبقى من هذا الشهر الكريم.

د. عبد الرحيم بلحاج

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>