وأخيرا عقد المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال افريقيا بالقاهرة وبحضور مكثف لرجال الأعمال اليهود. عقد المؤتمر إذن رغم تعهد الرئيس مبارك بعدم عقده احتجاجا على مماطلة إسرائيل وعدم فائها بتعهداتها مع الفلسطينيين. كان المؤتمر ورقة ضغط بأيدي العرب لكن ـ مع الأسف ـ لم يحسنوا استغلالها كما هو الشأن دائما، فانعقاد المؤتمر في حد ذاته يعتبر مكسبا كبيرا لإسرائيل! فهي لم تغير مواقفها بل على العكس تمادت في تعنتها وصادرت أراضي فلسطين جديدة وشيدت مستوطنات جديدة، وسقط مزيد من الشهداء، ولم تتم إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في الخليل ولم.. ولم.. ولم يحدث شيء مما كان يأمل العرب ومع ذلك انعقد المؤتمر رغم أنف مبارك ورغم أنف العرب! وخرج الإسرائيليون من المؤتمر غانمين سالمين بعدما حصدوا العديد من المشاريع وجلبوا العديد من الاستثمارات، أما العرب فقد خرجوا (منن المولد بلا حمص) باستثناء مصرـ البلد المضيف ـ والتي استطاعت أن تمرر بعض المشاريع وتجلب بعض الاستثمارات التي زهدت فيها اسرائيل، وأن تروج لمنتوجها السياحي بتفوق كبير.
وهكذا اتضح في النهاية أن الأمر بيع وشراء وبس، “بيزنس إز بيزنس”، أما المبادئ والمزايدات على القضية الفلسطينية فمجرد شعارات للاستهلاك، ويبقى الشعب الفلسطيني المسلم وحده في مواجهة الحصار والتجويع والتنكيل على أيدي الصهاينة المغتصبين. فبعض المهرولين يرون أن الاقتصاد (كوم) والسياسة ومعادات السلام (كوم ثاني)!