قرأت لك – أكبر تنظيم إرهابي في العالم


بعد محاولة للتقارب مع إيران قامت بها سوريا عادت التصريحات تتوالى بالبراءة من إيران وسيرتها وأنه لا تفكير ولا نية ولا عزم على فتح أي باب للتفاهم مع إيران وكأنها طاعون أو كوليرا.. في الوقت الذي نقوم فيه بالتطبيع مع سرطان وعدو تاريخي اسمه إسرائيل.. له سجل عدواني.. وماض استيطاني دموي ينهش العظم واللحم ويحتل الجسد وينهب الأرض، وينسف البيوت، ويقتلع الفلسطيني من أرضه، ويمنع عنه الماء، ويزرع المزيد من المستوطنات في كل شبر، وفي إصرار أنه لا عودة لقيراط واحد من أرض محتلة، ولا عروبة للقدس.. ولا.. ولا.. ولا.. إلى آخر اللاءات الاسرائيلية الرافضة لأي اتفاق عادل.

مع هذا الزحف السرطاني نتصالح، وتفاوض، ونجلس، ونجتمع فإذا جاء أي ذكر لإيران أو حتى للقاء قمة عربي طارت برقيات التحذير والتهديد من أمريكا إلى كل رئيس عربي بأن يتخلف أو يعتذر.. أما الجلوس مع إيران فهو الطامة الكبرى.. وقد أعلن كلينتون أخيرا الحصار الاقتصادي على إيران وليبيا، وحذر أي شركة أوروبية أو أمريكية من التعامل معهما، واتهمهما بالإرهاب بدون دليل. فالأحداث الأخيرة لم يقم فيها دليل واحد على تورط إيراني أو ليبي.

ومن الواضح أن العداوة لإيران سياسة أمريكية مطلوبة. ومطلوب من أصدقاء أمريكا أنن يعادوا من تعاديه أمريكا وأن يحبوا من تحبه ويتجرعوه حتى الثمالة ولو كان في مرارة العلقم والحنظل الإسرائيلي.

ولكن أمريكا نفسها ليست دولة صديقة وهي التي ترعى الصالح العربي، فهي التي زرعت الخنجر الإسرائيلي في الأرض العربية، وهي التي شقت الصف العربي بحرب الخليج، وأشعلت فتيل الكراهية بين الأخ وأخيه، ونسفت الأموال العربية بدون الحرب، وما زالت تستنزف كل دولار بترولي بفواتيرها، حتى مبيعات النفط تحت الأرض مستقبلا أصبحت مرهونة لديونها.

وأمريكا هي التي صنعت جبهة مع أوروبا لحصار التيار الاسلامي في كل مكان، وضربه وتشتيته بذريعة التطرف والإرهاب والتعصب ومعاداة الحضارة.

ونيكسون هو الذي قال كلمته الشهيرة : “انتهينا من الشيوعية ولم يبق لنا عدو سوى الإسلام”.

وأمريكا هي راعية مؤتمرات السكان التي تهدف إلى هدم الأسرة وإلى شرعية اللواط، وشرعية السحاق، وإلى شرعية زواج الرجال بالرجال، وشرعية زواج النساء بالنساء، وإلى مراعاة حق العذارى في أن يحملن بدون زواج، وحقهن في الإجهاض متى شئن.

وأمريكا تطارد الدول النامية لتوقع وتوافق وتفسح ديارها لتلك المؤتمرات المشبوهة.

وأمريكا الفن والموضة تهدم بأفلامها السينمائية الداعية إلى العنف والجنس والدم والمخدرات كل دعاويها بأنها ضد العنف وضد الدم وضد الإرهاب.

ورأيي الشخصي أن أمريكا ومخابراتها ال CIA  هي أكبر تنظيم إرهابي في العالم وأكبر نموذج للبلطجة الدولية والهيمنة بالعضلات والسلاح، وبالمال وبالمعونات، وباستدراج البلاد النامية بالديون، وإخضاعها بالرعب لما تشاء، فإذا خطر لدولة عربية مثل سوريا أو ليبيا أن تخرج عن الخط فإنها تتهم بأنها ترعى الإرهاب وتحاصر بالعقوبات، وتهدد بإيقاف مطاراتها عن العمل وعدم نزول أي طيران دولي في بلادها وتعزل كالكلب الأجرب وتمنع عنها المعونات والمساعدات والقروض..

من كتاب : زيارة الجنة والنار

للدكتور مصطفى محمود

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>