بأقلام القراء عبد الوهاب العمراني
اذا تصفحنا أوراق التاريخ الاسلامي التليد ورجعنا قليلا إلى الوراء نجد الفرق شاسعا وعميقا بين ما كانت عليه الامة الاسلامية يوم رشدها وسدادها وماءالت إليه حاليا من تمزق وتشتت وتناحر فيما بينها حتى أصبحت من اضعف الأمم وارداها على جميع المستويات فاستباح الكفار حرمتها وأذاقوها -ولازالوا- سوء العذاب مما مهد الطريق امام الاعداء لاستعمار هاته الامة المستضعفة واستغلال خيراتها واستنزاف طاقاتها حتى اصبحت متخنة بالجراح كلما برأ جرح نزف الاخر ورغم انها تحاول أن تنهض من كبوتها إلا أنها لازالت بعيدة عن مقومات النهوض الصحيحة التي استعملها الرعيل الاول وبالتالي لازالت تدور حول حلقة مفرغة فعطلت طاقاتها العقلية والعلمية والعملية والاقتصادية والعددية كما قال الشيخ القرضاوي وابتعدت عن استعمال الوسائل الصحيحة.
جاء في كتب التاريخ أن المقوقس لما أهدى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القبطية رضي الله عنها أنفذت إليه كتابا تعلمه أن هؤلاء المسلمين هم العقل الجديد الذي سيضع في العالم تمييزه بين الحق والباطل وأن نبيهم أطهر من السحابة في سمائها وانهم جميعا ينبعثون من حدود دينهم وفضائله لا من حدود أنفسهم وشهواتها وإذا سلوا السيف سلوه بقانون وإذا أغمدوه أغمدوه بقانون.
وقالت عن النساء : لان تخاف المرأة على عفتها من أبيها أقرب من أن تخاف عليها من أصحاب هذا النبي فانهم جميعا في واجبات القلب وواجبات العقل.
ويكاد الضمير الاسلامي في الرجل منهم يكون حاملا سلاحا يضرب صاحبَه اذا هم بمخالفته.
إن هاته الاوصاف التي وصفت بها مارية رضي الله عنها المسلمين هي المقومات التي يجب أن نتصف بها لكي تقوم لنا قائمة.
ومادامنا نسند مشاكلنا إلى غيرنا ولا نتحملها نحن فهذا هو الخطر الداهم >أولما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم<-آل عمران : 165-