الريحية حذاء نسائي أسود، انتعله النساء المغربيات حداداً على سقوط بعض مدنهم وثغورهم في يد النصارى الاسبان والبرتغال، وبتوالي الكوارث والمصائب أصبحت الريحية الحذاء الرسمي العادي عندنا في بلادنا، وقد أبدع بعض الإسكافيين فصنع ريحية بلون أحمر ولا سيما في بعض المدن الكبيرة لون الدم تذكيراً بالمذابح الفظيعة والملاحم الدامية التي أوقعها الاسبان والبرتغال والفرنسيين بالمغاربة. وهكذا كنا نشاهد أيام الاستعمار نساءنا يخرجن بالريحية السوداء إلى أن عاد الاستتقلال، غير أن المرأة الجبلية ماتزال عندنا تستعمل الريحية السوداء والحمراء إلى الآن لأن ذكريات المصائب هناك أعمق في النفوس.
وبما ان العالم الاسلامي في هذه الأيام يعيش أشد أنواع المحن والأهوال فإني أقترح أن نعود إلى الريحية على نطاق العالم الاسلامي كله، وعلى الرجال الانضمام الى نسائهم وامهاتهم وأخواتهم فينتعلوا البلغة السوداء حداداً على ما وقع في البوسنة والهرسك وعلى عملية إبادة المسلمين في الشيشان وحداداً على المجاهدين في فلسطين الذين يسجنون ويعذبون بأيد الذين جاؤوا لتحريرهم من روح التحرر، وحداداً على الحرية التي تصلب في كثير من بلاد المسلمين وحداداً على مئآت الأرواح التي تزهق على يد الملشيات الهندية في كشمير، وحداداً على إخواننا التركستانيين بالصين الذين يقتلون بالمآت على يد الجبروت الصيني الذي أصبح الآن أكثر حرية في الفتك بهم بعدما أعطي للصين الضوء الأخضر في الغرب وبعد الاتفاقية بينها وبين روسيا وتوابعها من دول المسلمين المجاورين، وحداداً على موت روح العزة والكرامة والشهامة في الأمة الاسلامية.
وحداداً على ما تتساقط من أرواح في الفتن الاسلامية.
وحداداً على موت روح التضامن بين الدول الاسلامية حتى أننا لا نتحرك ولو بالترحم أو بصلاة الجنازة على ضحايا المسلمين كل يوم، محاصرا علينا دولاً لا حول ولا قوة لها مثل اريتريا التي احتلت الجزيرة اليمنية حنيش فلم يتضامن مع اليمن أحداً منا ما عدا الجامعة العربية رحمها الله التي لم يعدلها من وجود سوى اسمها وأجور أصحابها الضخمة وبالدولار .
وحداداً على وجودنا وعلى حاضرنا وعلى مستقبلنا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.