التدخين
إن سلامة الجسم وقوته من أهم مقاصد التربية الجسمية في الاسلام، قال صلى الله عليه وسلم : ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير))-رواه مسلم- فلهذا أمر القرآن الكريم منذ نزوله بالوقاية من الأمراض والبعد عن الخبائث، قبل أن يأمر بذلك الطب الوقائي والذي هو كما يقول الأطباء حجر الزاوية لكل بحث علمي، وملتقى طبي.
والتدخين أخي المسلم اتفق الأطباء على أنه خبيث ضار بالصحة، وكل خبث ضار يعتبر حرام في الاسلام، قال تعالى : {الذين يتبعون الرسول النبي الامي، الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل، يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}(الاعراف: 157) والحلال في الإسلام هو ما كان طيبا فقط، قال تعالى : {يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات}(المائدة : 4) والتدخين ليس خبيثا فقط بل فيه مادة سامة قاتلة تهدد الجسم بالتسمم، هذه المادة هي النيكوتين لو أعطيت للإنسان في جرعة دفعة واحدة لمات، والمدخن يتحسى هذه المادة من خلال شرب الدخان، قال صلى الله عليه وسلم : ((من تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا))(متفق عليه) (فلهذا يسميه الأطباء الطاعون الجديد، أو الموت البطيئ، ويقولون إن عدد الذين يموتون سنويا في العالم بسبب أمراض التدخين مليون ونصف)(من كتاب القرآن الكريم والطب الحديث للدكتور بنيوسف- وحرام على الانسان أن يلقي بيده إلى التهلكة، قال تعالى : {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}(البقرة : 195) وليست التهلكة في التدخين خاصة بالجسم بل يشمل حتى المال، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم}(النساء : 29) وشراء التدخين فيه إسراف وتبدير، قال تعالى : {إنَّه لا يحب المسرفين}(الأعراف : 31) وقال تعالى : {إن المبدرين كانوا إخوان الشياطين}(الإسراء: 26).
والمدخن يضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لعله يتعظ ويتقي الله في نفسه، قال صلى الله عليه وسلم : ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كمثل حامل المسك ونافخ الكير فأما نافخ الكير إما أن يحرق توبك أو تشم منه رائحة قبيحة…))(متفق عليه) وما أشبه نافخ الدخان بنافخ الكير فنافخ الدخان، إما أن يحرق ثوبك بسجارته أو تشم منه رائحة التدخين الكريهة. أخي المسلم إن كل نفقة ينفقها الإنسان في هذه الدنيا يسأل عنها يوم القيامة فكيف يكون جوابك إذا سألك الله عن آلاف الدراهم التي أنفقتها في هذه المادة الخبيثة الضارة، قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه)) (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، اللهم عافي مبتلانا برحمتك ياأرحم الراحمين.