الوردوني مصطفى
إن لكل أمة تاريخا تفتخر بالانتماء إليه، خصوصا إذا كان هذا التاريخ حافلا ومليئا بالأحداث المضيئة والمحطات البارزة.
والأمة الاسلامية لها تاريخ مجيد يَنْبِضُ بالأحداث العطرة التي شكلت ومنذ ولادتها وبُزوغها منارات مُضيئة أخذت بلُب تفكير العدو والصديق، وجلبت اهتمام الدارسين قديما وحديثا.
ومن بين هذه المحطات البارزة >فاتح محرم< الذي يُؤرخ لحدث هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، تلك الهجرة التي شكلت منعطفا حاسما في مسيرة الدعوة إلى الله، لأنها كانت البداية الحقيقية لتكوين الدولة الإسلامية. وحدث عظيم كهذا يسْتَدْعي وقفات كبيرة ومتعددة لاستلهام العبر والعظات وأخذ الدروس العملية.
ولاشك أن هناك وسائل كثيرة ومتعددة للاحتفال بهذا الحدث (الندوات، الدروس، والمحاضرات…) لكن تبقى أنجع وسيلة -في اعتقادي- متاحة للجميع ويستفيد منها العامي، والمثقف : الأشرطة التاريخية (كالرسالة وغيرها…) التي تتناول هذا الحدث وأحداث الدعوة الإسلامية ككل.
وعلى خلاف جل الدول العربية والإسلامية (مصر، تونس، راديو تلفزيون العرب) التي أدرجت ضمن برامجها الاعلامية على شاشة التلفاز في هذا اليوم أفلا ما تؤرخ لهذا الحدث، أبت التلفزة المغربية إلا أن تشذ وتتعامل مع هذا الحدث بعدم اللامبلاة، وكأنها تريد أن تضع قطيعة بين الشعب وكل ما يربطه بتاريخه الاسلامي المجيد. أما كفاها التهميش المستمر الذي تمارسه وتتعامل به -طوال السنة- مع كل ما هو إسلامي وديني.
ومِمَّا يحز في النفس أنه في هذا اليوم الذي كنا ننتظر فيه إدراج أي شريط أو مسلسل تاريخي يؤرخ لهذا الحدث، تفاجئنا تلفزتنا الموقرة بمسلسل على الساعة 1.30 يحكي عن الحضارة الفرنسية أعقبته بعد ذلك بإدراج برنامج (موزيكا) وما أدراك ما موزيكا! وصدق من قال :
وللناس فيما يعشقون مذاهِبُ .