كيف نعيش بلا ملل


بأقلام   القراء عبد الرحيم أبو ياسر

أي شيء يعنيه الانتصار؟ إنه يعني تحقيق ما تريده انت لا ما يريده لك أبواك، انت المنتصر عندما تحقق ما تتمنى أو ما تحلم به. لكن ما هو الشيء الذي تتمناه أو تحلم به؟ انه قد يكون حياة هادئة مع اسرتك ملتزما بدينك مخلصا له، او قد يكون اقتناء سيارة من نوع خاص أو الحصول على وظيفة عالية المستوى… المهم أن هذا الشيء ليس تافها بالنسبة لك. أنه منك وبك وهو الذي يجب أن تحصل عليه.

لكن السؤال المطروح هو كيف تحصل على هذا الشيء الذي تريده وتتمناه؟ بإنفاق وقتك بصورة مثمرة وقد يصعب عليك أن تعرف كيف يتم ذلك. الواقع ان الطريقة التي تنفق بها وقتك هي الطريقة التي تقضي بها حياتك وهنا يجب بل ينبغي أن تجد سبيلا جديداً لتغيير منهاج حياتك لبلوغ ما تصبوا إليه، والخطوة الأولى لذلك هي التدوين بكل أمانة لما تقوم به كل يوم لمدى اسبوع وستجد انك واحد من اثنين، اما من الذين يضيعون اوقاتهم من غير ان يعون ذلك او ان تكون ذلك الانسان الصالح الذي يعي ما حوله فإذا اكتشفت مدى الوقت الذي تضيعه فاحذر ان تقسو على نفسك وتجنب ان تتخذ قرارات جذرية تمتنع معها عن القيام باعمال معينة كمشاهدة الافلام حتى وقت متأخر من الليل، إذ أن ذلك من شأنه أن يشعرك بالذنب من غير أن تتمكن من تطبيق قراراتك، فالانسب لك اذن أخي الطالب، اختي الطالبة ان تنظم القيام بهذه الأعمال التي  تعني بالنسبة لك مضيعة للوقت، بحيث تقوم بها وانت مترقب لها، ولا تندفع إليها وأنت عاجز عن مقاومتها، جدد الوقت المناسب لمثل هذه الأعمال التي تقوم بها، وللتسلية، فأنت في حاجة إليها انما ينبغي أن تكون محددة، اصرف جزءا من هذا الوقت في العمل المحدد لبلوغ هدفك، ثم لابأس ان تنتقل الى العمل التالي : وقد تجد صعوبة كبيرة في اعتياد ذلك، انما لابد من البدء بهذه الطريقة لتجد نفسك قد ألفتها.

وهنا لابد من اعداد رسم بياني او برنامج لما عليك ان تعمله كل يوم واسبوع او شهر مبينا عليه ما قمت به، وليكن هذا الرسم او البرنامج واضحا ومعلقا على جدار غرفتك بحيث تبيّن فيه بسهولة مدى تقيدك بما حددته ومدى تقصيرك في تنفيذ الهدف.

ولابأس ان تجد نفسك مضطرا لادخال تعديلات فذلك منطقي وطبيعي لانه يستحيل على اي كان التنبؤ لجميع المعوقات والظروف التي قد تصادفه، فلا تقف مشدوها امام مثل هذه الاحداث او التعديلات. إن تحديد الموعد لانجاز عمل ما يعني استهداف التنفيذ في هذا الموعد وهو شيء ضروري في كل حال. على انه ينبغي لك عند تحديد موعد الانجاز ان تأخذ امكانياتك وظروفك بعين الاعتبار. فلا تجعله قريبا حتى الاستحالة ولا بعيدا يوحي بضعف الثقة وانعدام العزم وتأكد من انك تنبهت الى جميع الصعوبات والعوائق المرتقبة في اطار الاهداف الاخرى في الفترة ذاتها.

وبذلك يكون لك جدول زمني للاعمال التي تنوي القيام بها. واذا كان عملا كبيرا يتطلب وقتا طويلا كإنجاز كتابة او رواية او شعر فقسم هذا العمل الى اجزاء تتمها عبر مراحل ثم بادر بعد ذلك الى تنفيذ الخطوات واحدة اثر واحدة وبالتتابع وقد يكون تحقيق انجازك يتطلب خطوات مختلفة ليست كلها ذات اهمية واحدة، هنا تأكد انك تنفذ الخطوات بحسب اولوياتها وبحسب اهميتها مبتدئا طبعا بأكثرها اهمية حتى أدناها ومن شأن هذا التنظيم ان يدفعك الى متابعة التنفيذ بدقة والى الحماسة والاندفاع.

ان كل خطوة تنقلك إلى الخطوة التي تليها وبوسعك ازاء ذلك أن تتأكد من حسن سيرك في التنفيذ وهنا تجد أنك قد سبقت المنهاج الموضوع قليلا او إن عقبات حالت دون الوصول إلى المرحلة المسجلة على الجدول. عند ذلك بوسعك ان تدخل التعديلات المناسبة من اسراع في التنفيذ أو إبطاء أو من تعديل المواعيد…

أن منهاجك هذا الذي وضعته يجب أن يكون مرنا قابلا للتعديل بسبب انتقالك من عملك او خروجك في رحلة او عطلة مثلا.

ان الامر المهم في هذا التنظيم او الاساس الذي ينبغي أن تستند عليه هو انه عليك أن تعمل الان فلا تؤجل أي عمل لقول الشاعر سامي البارودي.

بادر الفرصة واحذر فواتها

فما نيل العز الا في الفرص

وقوله صلى الله عليه وسلم :”اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك”.

انه بمثل هذا الاسلوب يمكنك ان تملأن فراغك وان تبعث الحياة في وقتك، فينبغي اذن الا يكون لك أي وقت مهما قصر تشعر فيه انه ليس لديك ما تعمله، هكذا تنشط وتتخلص من الفوضى والملل وتأكد أن من لا يحسن وقت الراحة لا يحسن وقت العمل.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>