ذ. محب الحسن
(1)
فراغ كبوم مهيض الجناح
حسير العيون عليل النواح
قضى الليل يرعى النجوم
لعل جريذا سمينا يلوح
فيهوي عليه كسم الرماح
يروم خراب نفوس تهاوت
كجلمود صخر على لب صاح
(2)
بياض كهجعة موت
مراسيم دفن رديءْ
يلف جذوع النخيل
ووجه الهلال الوضيء
يتوج هام رؤوس
تداعت كرسم قميء
تهرول مبتهجات
لنيل منى لن يجيء
سهت أو هوت لست أدري
فلمع السراب يضئ
يغر العيون بخبث
ويبهر لب البرئ
(3)
ذباب يحط على عنكبوت
وتيس ضرير يلوذ بغاب
وفأر المجاري يجول طليقا
أنيقا حليقا بأبهى الثياب
فهر البيادر صار وديعا
ندي المخالب بغير صراب
(4)
وريتم رفاتي تحت التراب
نثر تم ضبابا كثيفا ووردا
وبضع رثاء مزيف الخضاب
وشدتم بهامش موتي صروحا
وأحلام صبح كلحن الغراب
لم الحزن؟ ما كان كانا
فياما شقيتم زمانا
كفاكم جهادا
هجيجع الليالي
ولثم العِذاب
ولون الدماء بكل دثار
يفوح جحيما بكل خطاب
ومنتديات تلوك الهياب
رجاء وديعا ولطف عتاب
وتشحذ عضب السيوف حدادا
لحز رؤوس الصحاب
فمن للمآذن يحمي بها ها؟
وقد عاث بالنور جسف الضباب