الإله الجديد الذي تقيم له الدول العظمى معابد وهياكل في كل مكان وتتقرب إليه الدول التبيعة بالقرابين والذبائح والضحايا والبخور وتعلق عليه التمائم والأنواط (جمع نوط كل ما يعلق كالخرق ومنه الأشجار ذات أنواط عند الأضرحة) وتتنافس هذه الدول بما فيها المعارضة في إظهار ولائها للسوق والليبرالية ولم نعد عمليا بالإشتراكية والتأميم وحقوق الطبقة المسحوقة والأرض لمن يحرثها والمعمل لمن يعمل فيه ولاسيما بعد سقوط معابد الماركسية وهياكل التقدمية التي أصبح (فاتكانُها) أي موسكو نفسها تنازع نحو “السوق” ومادام التيار الغالب والدين السائد هو السوق، وأصبح لأولاد السوق واولياء الليبرالية الكلمة العليا والسيادة الشرعية فما على المسحوقين (والمسوّقين) أيام “الاشتراكية” و”الثورية” لكفرهم بها والمسحوقين و(المسوّقين) الآن باسم “السوق” الا أن يتجهوا إلى الله القوي العزيز ان يقيهم شر السوق وأولاد السوق وأنصار السوق ومؤسسات السوق حتى ليلتحق بضريح لينين وأصنام لينين وماركس وستالين وفي نفس الوقت عليهم أن يتجهوا إلى الله العلي القدير أن يلهم قادة المسلمين المخلصين المغلوب على أمرهم أن يوفقهم لتأسيس نظام اقتصادي جديد بريء من ربا أولاد السوق وظلم أولاد السوق واستغلال مؤسسات السوق وكوارث هذه السوق التي تسوق الشعوب المستضعفة إلى سوق النخاسة وسوق الفقر إلى سوق الفتن والأهوال كما تسوق أصحاب الاطماع إلى التنافس على الدنيا والتقاتل على الدرهم والدينار والتوسل الى ذلك بكل وسيلة موصلة ولو كانت من أشد انواع الحرام، ولو كان الانقياد لأوامر الأبالسة والشياطين فاللهم نعوذ بك من هذه السوق وأولاد السوق وانصر اللهم عبيدك الذين يريدون تحرير الانسان من قيود السوق ومن ظلمة اولاد السوق.