عبد الواحد المهداوي
هكذا سلمك الله، يفعل العقلاء، هكذا تنال الرضى والرضوان،من كل أعدائك والإخوان. اخلع عنك كل ثياب الجاهلية، حتى التي لا تزال صالحة في “زمن السلام” لا تحزن على خطاياك الكبرى.. “النضال” “الثورة”، “تدمير اسرائيل” فالسلام يَجُبُّ ما قبله.
أَعْلِنْهَا توبة نصوحا، وطهر نفسك من كل خواطر الشيطان، الذي قد يوحي لك بالعودة إلى الغي والعدوان… اخلع عنك تلك البدلة العسكرية، وذاك “الشاش” رمز القضية حتى لا يقال (إِنك امرء فيك جاهلية) البس لباس السيد “الرئيس” واخفض من صوتك، إن انكر الاصوات لصوت الحمير، حتى لا يظن ضعاف النفوس.. أنك تحرض على الجهاد المقدس.
لا تحاول ان ترفع شارة النصر. وارفع يديك مبسوطتين إلى السلام، واجمع كل رفات الجاهلية، الذين تفرقوا في البلاد، واخبرهم أن صهيون، غفار لمن تاب، وأناب، وأدان الإرهاب. سنعطيهم تأشيرة الدخول إلى بلدهم، كما أعطيناكها، وسنوفر لهم الامن والسلام، حتى يؤدوا مهمتهم المقدسة. أَْجْمِعُوا أمركم واعقدوا مجلسكم وأعلنوها توبة يشهدها القاصي والداني، أظْهِروا الندم على ما أسرفتم على أنفسكم في أيام النضال، فهذا أول شروط توبة الأبطال، ابدلوا كل حرف يدعو إلى الحرب بحرف يدعو إلى السلام، بعد أن يستغفروا عن كل حرف ألف استغفار، واعقدوا العزم على عدم العودة إلى الفِجَار واكثروا من صالح الأعمال، وأتبعوا السيئة الحسنة تمحُها. وخالقوا اليهود بخلق حسن فهذا الزمان زمن أبطال السلام وصناع السلام، ولا مكان فيه لصناع المتفجرات والألغام.
املإ الأرض سيدي “الرئيس” سلاما، بعد أن ملأها “المهندس” حربا، ولا تبالي بقيل وقال.. سيقال بأنك بعت القضية، ويقال إنك ارتميت في أحضان الإمبريالية، ويقال إنك عميل للصهيونية… لا تبالي بهذه الشعارات البالية، فهذا الزمان القابض فيه على السلام كالقابض على الجمر، ولا تستعجل ثمرة السلام، فقد كان من قبلك، ينشرون بمناشير من حديد ويحرقون في الأخاديد، ويعذبون العذاب الشديد، لكنهم ماوهنوا لما أصابهم في سبيل السلام مع اليهود.
لتكتمل توبتك ياسيد “الرجال” لبِّ داعي “البيت الحلال” لتجدد إيمانك.. بالسلام، فإنه يبلى كما يبلى ثوب الآنام، طُفْ بالبيت سبعا أو سبعين… لا تبالي.. وقبّل “الحجر الأبيض” واسجد لرب “البيت الأبيض” وقف بعرفاته وأذن أذان بلال : حي على السلام… سحقا للنضال وقل في الختام رحم الله “شهيد السلام” ولا رحم الله دعاة الحرب بعده.