أحمد عبد الحميد
ضمن برامجها الساقطة والتافهة، تقدم التلفزة المغربية برنامج (من وحي الطبيعة) وفي الحلقة التي خصصها البرنامج للحديث عن منطقة (قلعة السراغنة) يوم 14 – 4 – 96، تم إجراء استجواب مع مشرف على أحد الأضرحة بالمنطقة فقدم تصريحا مفصلا، يفخر فيه بما يزخر به المغرب من طقوس تجسد عقيدة الشرك والأضرحة ببلادنا…! وهذا مضمون ماقدم من بيانات حارة : قال : “.. فكم هم الذين ينجون من موت محقق، عند هذا الولي! وكم هم الذين يشفون من العاهات والأمراض! وكم هم الوافدون من داخل البلاد وخارجها..! يقيمون عند هذا الولي الصالح الأسابيع والشهور، دون أن يحملوا أي همّ للطعام والشراب والمأوى.. فالاقامات المجانية متوفرة وعطاءات المحسنين وافرة، والتبرعات والهبات لا تنقطع عندنا..! لقد ذاعت شهرة هذا الضريح.. وتواترت في حقه الروايات والأخبار وسارت بذكره الركبان من مغارب الأرض إلى مشارقها..!”. إن عقلية صاحبة البرنامج التي أبت إلا أن تقدم لنا مظاهر الشرك والضلال لم تعد تملك أدنى حاسة للتمييز بين الحسن والقبيح والطيب والخبيث، بل بين عقيدة الشرك والتوحيد -إما عن قصد أو عن غير قصد- وأكثر من ذلك أن الاستجواب أجري في جو من النشوة والافتخار.. فوازاه السخط والغضب من الرحمان…! فهل سمعتم بمن يعتز ويفتخر بطقوس الشرك ومظاهر الضلال، في دولة دينها هو الاسلام..؟! فاعلموا أن هذا قد حدث فعلا على مرأى ومسمع من العباد، ومن ثم أعطيت المشروعية لهذه الضلالات وتمت الدعاية لها.. كل هذا باسم البحث عن الأمجاد والمناقب، والتعريف بالعادات والتقاليد…! فبعد كل ما بذله -ويبذله- الدعاة والمصلحون لمحاربة هذه الترهات والأضاليل يأتي هذا البرنامج ليُطمئن الناس على حالهم، وليقول لهم : استمروا على اعتقاداتكم وممارساتكم، فإننا سنحميكم ونحمي عاداتكم.. إننا بلد يحترم العادات والتقاليد ويفخر بها بل ويدافع عنها خشية ذهابها واندراسها… لذلك فاستأنفوا سيركم، ولا تسمعوا لمن ثاروا ضد العادات والتقاليد، وتجردوا من كل تراث مجيد، واتبعوا كل محدث وجديد..! إن هذه العقليات نفسها هي التي تطلع علينا كل يوم بأحاديث حول ضرورة الخروج من مأزق التخلف والالتحاق بركب الدول المتقدمة، وتحقيق التنمية الاقتصادية وإصلاح الشؤون الإدارية وتحسين العلاقات الاجتماعية.. فكيف يمكننا أن نتحقق بهذا والمسؤولون عندنا لم ينعتقوا بعد من أسر الجهل والتخلف، بل لازالوا من أهل العقول الخرافية الخوارقية والعقائد الشيطانية، والشرك والوثنية.. فيا أيها المسؤولون : اتقوا الله في رعاياكم فإنكم لا تقدمون لهم إلا السموم القاتلة عبر إعلامكم {إنَّ فِي ذلك لذِكْرَى لِمَنْ كَان لَه قلب أو الْقَ السَّمْع وهوَ شهِيد}.