لقد كان البيت قديماً يؤدي أمانته ويبلغ رسالته عندما كان يستمد إشراقته الإيمانية من المرأة الساهرة عليه أما الآن وقد تغير وضع المرأة ونزل عن المستوى المطلوب فقد ضاعت رسالة البيت وتعطلت ولم يعد البيت المدرسة الأولى التي يعول عليها في تخريج الأمناء الأقوياء. وإليك أختي المسلمة هذه النفحة الإيمانية والإشراقة النورانية من سيرة الصالحات عسى أن تكون لك حافزا للمضي على دربهن : 1- النموذج الأول : كانت حبيبة العدوية، رضي الله عنها إذا جاء الليل تقوم في محرابها وتقول إلهي غارت النجوم ونامت العيون وغلقت الملوك أبوابها وبابك مفتوح وهذا مقامي بين يديك فَتَبِيتُ لَيْلَهَا تصلِّي وتَدْعُو وتبكي فإذا جاء الفجر قالت إلهي هذا الليلُ قْد أَدْبَرَ وهذا النهار قد أسْفَرَ فليتَ شِعْرِي هَلْ قَبِلْتَ مِني لَيْلَتِي فَأُُهَنَّى أم ردَدْتَهَا علي فأُعَزَّى.(من كتاب نساء عابدات للمرحوم عبد البديع صقر). يالله ماأوسع الفارق بين جيل وجيل، نساء قلوبهن عامرات بحب الله، وأرواحهن منورات بنور لاإله إلا الله، ونفوسهن مطمئنات بذكر الله، ونساء قلوبهن عامرات بحب المسلسلات والموضات والخزعبلات. النموذج الثاني : كانت رَجْلَةُ رضي الله عنها تكثر من قيام الليل فقال لها بعض أقاربها أرفقي بنفسك فأجابت مالي وللرِّفق بها فإنما هي أيامُ سِبَاقٍ تَعْنِي أَيَّامَ الدنيا، من فَاتَهُ اليومَ شَيْءٌ لم يُدْرِكْهُ غداً ثم قالت والله يا إِخْوَتَاهُ لأُصَلِّيَنَّ لَهُ ماحَمَلَتْنِي رِجْلاَيَ ولأَصُومَنَّ لَهُ مااستطعتُ مِن أيامِ حياتي ولأُبكِيَنَّ له ما حَمَلت الماءَ عيناي، ثم قالت أيكم يأمُرُ عَبْدَهُ فيحِبَّ أن يَعْصِيَه؟ (من كتاب نساء عابدات). صدقت أيتها الصالحة نحن عباد الله والله أمرنا بطاعته فوجب علينا أن نطيعه. النموذج الثالث : عمرة زوجة أبي حبيب كانت تتعاون مع زوجها على ركَعَاتٍ قبل الفجر فذات يومٍ أَيْقَظَتْهُ في جوف الليل فتكَاسَلَ فقالت له : قُمْ يَارَجُلُ فقد ذَهَبَ الليلُ وجاء النهارُ وبين يديك طريقٌ طويلٌ وزادٌ قليلٌ وقوافلُ الصالحين قد سارت قُدَّامَنَا ونحْنُ قَدْ بَقينا (من كتاب نساء عابدات). فيالله وياللمسليمن أليست هذه هي المرأة التي ترضع أبناءها لبن الإيمان ولبن الإخلاص ولبن المروءة والإستقامة. فما بال المرأة في زماننا هذا طاشت وتاهت وابتعدت عن أصلها. اللهم رُدَّنَا إلى ديننا رداً جميلاً. عبد الحميد صدوق
