عن الأصمعي، قال : بلغني أن بعض الحكماء كان يقول : إني لأعظكم وإني لكثير الذنوب، مسرف على نفسي، غير حامد لها ولا حاملها على المكروه في طاعة الله عز وجل، قد بلوتها فلم أجد لها شكراً في الرخاء ولا صبراً على البلاء. ولو أن المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم أمر نفسه لَتُرِك الأمر بالخير والنهي عن المنكر، ولكن محادثة الإخوان حياةٌ للقلوب، وجلاء للنفوس، وتذكير من النسيان. واعلموا أن الدنيا، سرورها أحزان، وإقبالها إدبار، وآخر حياتها الموت، فكم من مستقبل يوماً لا يستكمله، ومنتظرٍ غداً لا يبلُغه. ولو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره... (الأمالي لأبي علي القالي) عاقل.. وجاهل.. قال الحسن : لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام تفكر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت... وقلب الجاهل من وراء لسانه، فإن همّ بالكلام، تكلم به، له أو عليه.. [البيان والتبيين]