المُرَتِّبُ


المُرَتِّبُ 
"المُرَتِّبُ" هكذا يعرفُه أهل بلدي وبهذا الاسم ينادونه. 
إنه ذلك الانسان الذي استرخص كل شيء في سبيل حِفظ كتاب الله فترك أهله وبلده إلى بلد لا يعرفه، ثم لا يلبث أن يعود إلى أهله زافاً إليهم البشرى أن قد اصبح حاملا لكتاب الله وأصبح من أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته.
لقد نهج الاولون من أهل تافيلالت خاصة، وفي المغرب عامة هذه الطريق طريقة الرَّتْبة- لحفظ القرآن الكريم. وورَّثوها أبناءهم فتخرج بهذه الطريقة آلاف من حفظة كتاب الله.
صِحَابٌ فَقِيهٌ (رَتْبَةٌ و(مُرَتِّبُ) 
أَرْكَانُ حِفْظٍ هَكَذَا تَتَرَتَّبُ 
مَوْضُوعُهَا الْقُرْءَانُ يُتْلَى ويُحْفَظُ
عَلَى عَيْنِ رَبٍّ والضَّيَاعَ يُجَنَّبُ
إِنْ قِيلَ قَدْ فَسَدَ الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ 
وَصَارَ يَضِيعُ الحَقُّ فِيهِ وَيَذْهَبُ 
هَذَا صَوَابٌ يَجْهَلُهُ وَقَدْ 
زَالَ الغُمُوضُ وَبَانَ لَيْسَ يُكَذَّبُ 
أَوْ قِيلَ قَدْ ضَاعَتْ عُلُومٌ يُرْتَجَى 
بِهَا أنْ يَسُودَ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ
فَكِتَابُ رَبِّي قَدْ تَعَهَّدَ حِفْظَهُ 
مَنْ لَوْ إِذَا هُجِرَتْ ءَايَاتُهُ يَغْضَبُ
*********
فَأَجْرَى لَهُ خَلْقاً عَزِيزاً إِنَّهُمْ 
شَبَابُ حِذْقٍ بالكِتَابِ مُهَذَّبُ 
هَجَرُوا الآَهَالِي والدِّيَارَ وبَشِّرهُمْ 
أنْ يَحْفَظُوا القُرْءَانَ نِعْمَ المَكْسَبُ 
لمْ يُؤْمَرُوا بِتِجارَةٍ لاَ إنَّمَا 
أَنْ يَجْمَعُوا العِلْمَ المُفِيدَ ويَطْلُبُوا 
قَصَدُوا الْبَوَادِي لَمْ يُرَاعُوا بُعْدَهَا 
شَوْقاً لَهُ يَطْوِي البَعِيدَ فَيَقْرُبُ 
بِجِوارِ بَيْتِ اللَّهِ أُسِّسَ بَيْتُهُمْ 
كَذَا كُلَّهُمْ عِنْدَ الإِلاَهِ مُقَرَّبُ 
تُرَى مَنْ يُعِدُّ طَعَامَهُمْ وَشَرَابَهُمْ 
وَمَا عِندَهُمْ فِي البَيْتِ نَارٌ تَلْهُبُ 
لَكِنَّ فِي دُورِ الكِرَامِ طَعَامُهُمْ 
يُنَادُونَهُمْ عَنْ دُورِنَا لا تَرْغَبُوا 
إِنْ كَانَتِ الأَمْصَارُ تَفْضُلُ سُمْعَةً 
فَعِنْدَ القُرَى خَيْرٌ وَمَا هُوَ أَنْجَبُ 
فَمَسَاجِدُ القَصْرِ الَّذِي يَزْهَو بِهِمْ 
فِيهَا صَدَى صَوْتٍ سَمَاعُهُ يَعْذُبُ 
ولَجُوا المَسَاجِدَ حَافِظِينَ وَكُلُّهُمْ 
جِدُّ وَحَزْمٌ لِلْقُلُوبِ يُحَبَّبُ 
*********
أَبَتَاهُ أَرْسِلْنِي أَكُونُ مَرَتِّباً 
عِنْدَ الفَقِيهِ فَأنْتَ لِي نِعْمَ الأَبُ
أَبَتَاهُ وابْعَثْنِي بِطِيبَةٍ خاطِرٍ
إِذَا كُنتَ تَرْجُو الفَوْزَ يَوْمَ نُحَاسَبُ 
أَبَتِي أَمَا يَكْفِيكَ أنَّ عَلَيْكُمَا 
تَاجاً مِّنَ النُّورِ الإِلاَهِي مُذَهَّبُ 
وَيَا إِخْوَتِي صُونُوا كِتَابَ نَبِيِّكُمْ 
فِي ظِلِّهِ عَيْش هَنِيءٌ أَهْلَبُ 
هَذَا مُرَتِّبُنَا نَرَاهُ بِلَوْحِهِ 
يَتْلُو فَيَحْفَظُ، بَعْدَ مَحْوِهِ يَكْتُبُ 
رَجَائِ لِيَحْفَظَكَ الْحَفِيظُ بِحِفْظِهِ 
مِنْ حَاقِدٍ وَمِنَ المَكَايِدِ تُنْصَبُ
محمد العربي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>