ولد مالك بن نبي في قسنطينية بالجزائر سنة 1905. في حوالي السادسة من عمره دخل كتابا قرآنيا وقضى فيه حوالي أربع سنوات وفي سنة 1918 أنهى دراسة الاعدادية أهلته لدخول المرحلة الثانوية بتفوق مما سمح له بمنحة لاكمال دراسته في قسنطينة. في سنة 1922 تعرف على بعض تلاميذ الشيخ عبد الحميد بن باديس. وفي سنة 1925 زار مرسيليا وليون وباريس بحثا عن عمل رفقة صديق له عاد بعدها إلى الجزائر خاوي الوفاض، ليعمل ككاتب في محكمة تبسة، وفي وهران فيما بعد سنة 1927 حيث اطلع على جريدة الشهاب التي يصدرها ابن باديس الذي تعرف عليه سنة 1928 في قسنطينة. وسافر إلى فرنسا مرة ثانية سنة 1930 حيث دخل مدرسة اللاسلكي لدراسة هندسة الكهرباء بعدما لم يوفق في ولوج معهد الدراسات الشرقية. وفي الحي اللاتيني حيث يسكن الألوف من العرب والمغاربة كان يدعو للاصلاح والوهابية والوحدة العربية ولكل شعار عربي - اسلامي. وفي 1931 تزوج بفتاة فرنسية أسلمت وسميت خديجة. وفي باريس تعرف على المستشرق ماسينيون(مالك بن نبي : مفكرا اصلاحيا : د. أسعد السحمراني بتصرف ص : 15 وما بعدها) فاختلف معه وكتب ردا على أفكار الاستشراق نشره في كتاب بعنوان "انتاج المستشرقين" ناقش فيه نظرياتهم وتحليلاتهم. "وقابل المهاتما غاندي في فرنسا سنة 1932 فترك عنده اهتماما بحركات وثورات آسيا وفي نفس السنة عاد إلى الجزائر فوجدها تعج بموجة الإصلاح وخاصة اذا عرفنا بأن "جمعية العلماء المسلمين الجزائرين" التي تأسست سنة 1931 قد بدأت في حملتها التطهيرية ضد الخرافة والشعودة وكل مظاهر السلوك المنحرف من أجل تهيئ الشعب لمعاركه القادمة ضد الاستعمار الفرنسي. في سنة 1936 تعرف على الشيخ محمد عبد الله دراز بفرنسا، وقابل بعض أفراد الوفد الجزائري الذي ذهب لمطالبة فرنسا بالمشاركة البرلمانية بزعامة عبد الحميد بن باديس والبشير الآبراهيمي، هذا الحدث الذي أفرد له حيزا لا بأس به في مؤلفاته باعتباره خطأ سياسيا ارتكبته الحركة الاصلاحية الجزائرية. وفي نفس السنة قدم طلبا "إلى الوزير المسؤول بباريس من أجل تأسيس معهد بقسنطينة لتحضير الطلبة الذين يرغبون في الدخول إلى كليات الهندسة"(أسعد السحمراني م س. ص : 17/3) المنهل عدد 495 ص 68 «م س») لكنه لم يأته رد. وفي سنة 1938/1939 أسس مدرسة للاميين المغاربة بمدينة مرسيليا لكن منع من التدريس فيها بحجة عدم توفره على المؤهلات. "وبعد أن لمع نجم مصر في سماء دول عدم الانحياز غادر باريس إلى القاهرة في عام 1956 ولم يعد إلى فرنسا اطلاقا"(أسعد السحراني. م س ص 18) وبقي في مصر حتى 1963 ليعود إلى الجزائر ليصبح مديرا للتعليم العالي حتى سنة 1967 عندما قدم استقالته ليتفرغ للعمل الفكري والاصلاح. ولقد كان غزيرا في انتاجه الفكري وخاصة بعد تفرغه سنة 1967 إلى أن توفاه الله اليه في 31/10/1973 بالجزائر. هذا الانتاج الذي ترجمه مجموعة من الأساتذة منهم عبد الصبور شاهين وعمر مسقاوي الوصي على نشر وترجمة أعمال مالك بن نبي رحمه الله.