في فرنسا يقدر عدد النساء اللائي يعانين من عنف أزواجهن بحوالي مليوني امرأة، وبخلاف دول اوربية أخرى ففرنسا لا تتوفر على احصائيات موثقة بخصوص هذا الموضوع، إلا أنه حسب "الاتحاد الوطني للتضامن مع النساء" فإن واحدة من كل عشرة فرنسيات تتعرض للضرب من طرف زوجها. ويقدر عدد الاطفال الذين يقاسون نفسيا من فرط مشاهدة فصول العنف المستمر بين آبائهم بحوالي 45000 طفل (خمسة وأربعين ألف)، والأدهى من ذلك والأمر هو أنه من بين 15000 طفل يتعرضون لعنف بدني من طرف آبائهم يموت طفلان اثنان يوميا، ذنبهم الوحيد هو أنهم ولدوا في وسط لم تعرف المودة والرحمة إليه سبيلا. هذه الظاهرة وُجدت منذ آماد بعيدة لكن أحداً لم يكن يعيرها اهتماما باعتبار أنها مسألة خاصة لا تهمُّ إلا الزوجين وأنها ناتجة عن الفقر ومعاقرة الخمور. وفي السبعينات طفت هذه الظاهرة على واجهة الأحداث وأصبحت حديث الخاص والعام في المقاهي والمنتديات بفعل تبنيها من طرف الحركات النسائية التي دفعت الحكومة إلى وضع خط هاتفي أخضر رهن إشارة ضحايا العنف الأسري. إنه لا حلية لهؤلاء النساء القابضات على الجمر سوى الاستمرار في الصبر والتحمل، وإلا عرضن أنفسهن لضياع مصدر رزقهن وأولادهن للضياع والتشرد، ذلك أن الثلث منهن فقط يتوفرن على مداخيل أو مرتبات.... ورغم ذلك فإن تنامي الوعي قلص كثيرا من عدد النساء اللائي يتقبلن ظروفهن التعيسة وشجع الكثيرات منهن على كسر جدار الخوف والرعب فرفعن عقيرتهن بالشكوى إلى المؤسسات الاجتماعية المختصة... إن عدد النساء اللائي يُقتلن على يد أزواجهن يناهز المائة امرأة كل سنة، بينما يرتفع عدد الرضع المقتولين والاطفال المعذبين على يد آبائهم إلى عدة آلاف، إلا أن الجديد في ميدان العنف الأسري هو العدد المتزايد من المراهقين والمراهقات الذين يعتدون على آبائهم بالضرب والسب. بتصرف عن Le Nouvel observateur نقله إلى العربية : كمال أبو اسماعيل
