الحجاب الغريب في بلد الإسلام


أخي القارئ : 
إننا اليوم وفي عصر التقدم والسرعة نعيش في عالم التناقضات، عالم الغرابة، فكثيراً ما تثار ضجة إعلامية حول ما يلاقيه المسلم عموما والمسلمة بوجه الخصوص في البلدان الغربية، فيكتب ويقال عنها الكثير، ولكن على العكس من ذلك لا يشار  ولو بجملة واحدة إلى ما يلاقيه المسلمون والمسلمات داخل البلاد الإسلامية فليس غريبا إذا كان الغربي يشرد المسلم ويقتل ويغتصب النساء ويقتل الأطفال، لأن ذلك الغربي جاهل بالإسلام وأحكامه، ولكن الغريب والمُثير للدهشة أن ترى المسلم يشرد ويستفز داخل بلاد الإسلام، فهل هناك أغرب من أن يكون الحجاب من دواعي الطرد والاستهزاء لأنه رمز الإرهاب والتجمعات السرية والأعمال السياسية المضادة في نظر الخائفين من الخمار، بل أصبحت صاحبة الحجاب "منبوذة" في «بلد الإسلام» في السكن في العمل، في الجامعة في كل شيء، أصبحنا غريبات داخل أوطاننا وأصبح الإسلام غريبا في بلد الإسلام فما عساك أختي أن تفعلي أمام هذا القهر وهذا النبذ من طرف الجميع؟؟ إن السلاح فتاك فلا تستسلمي أختي إذْ واجبك هو تقوية إيمانك والتصدي لهذه الريح التي تريد إطفاء نور الله فذلك بعض واجبك نحو الإسلام ودورك تجاه الرسالة التي حملك الله إياها. 
فالحاقدون يريدون تثبيط عزيمتك والضغط عليك لتجاري تيار الفساد والإنحلال الاخلاقي، الذي أصبح يطفو على ساحة المجتمع الاسلامي فالجلباب غريب ويثير الدهشة لكن شبه العاريات ليس بالغريب.
أختي، أخي إن الصهاينة يخططون ويعملون على تنفيذ مخططاتهم، يسعون للقضاء على أية بذرة من الإسلام ونحن حاملي لواء الإسلام وأبنائه نائمون وغافلون عن واجبنا كدعاة. فما عرفته في بداية السنة الدراسية الحالية من أزمة الكراء حيث عرفت رفض الأخوات داخل الحي الجامعي حيث أن بعض الموظفين عبروا بصراحة عن موقف الحكومة من الحجاب حيث قال : «إذا أردت السكن فاخلعي حجابك» أما بعيدا عن الحي فالأسر ترفض أيضا ذات الحجاب لما تسمعه في الإعلام وفي الشارع، بالإضافة إلى القرارات الحكومية التي لاتعترف بالتيار الإسلامي وتعمل جاهدة لإقصائه داخل الكليات وخارجها فكل هذا من المخططات الخارجية وبعلم من الصهيونية. 
فيا أختي إنك أنت المستهدفة، إن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع وضاع وسط خطط صهيونية، وبذلك يضيع الإسلام في بلده، فأنت مفتاح صلاح المجتمع فاعملي لذلك ولا تنسي قوله صلى الله عليه وسلم  «بلغو عني ولو آية».
 فيا أختي عليك بتقوى الله فهو السلاح أمام كل التيارات وعليك بمداومة تلاوة القرآن والإطلاع على السنة والسيرة النبوية فكلها أسلحة تقيك الوقوع في زحْم المنكرات والمحرمات، وبها يصلح حالك وحال المجتمع.
هذه صرخة من أخت غيورة على دينها إلى كل غيور وغيورة على الإسلام.
عائشة

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>