أنا لست من طَيْءٍ ولامن تهامهْ ولا من يقود الفيل أو يحمي خطامهْ أنا لست من نال العطايا ولا من علا ظهر المطايا فأنسته آلاء الكرامهْ ولا أرتدي زي الحرير ولا أنثني عند المسير وَلاَ لِي بساطٌ كالنعامهْ ولا من محرفي الكلام ويرفو مدائح الامام لتبيض ألوان القتامه ولا من يهز الردف هزا ويثني قوامه ويمشي إلى خلف حثيثا وينسى أمامه لأحضر أعراس الامام أنا من يرتق الحذاء ويتخذ الأسمال زينهْ ويفترش الأرض العراء حصيرا وأنجما حزينهْ تنير دهاليز الظلام أصوم الدهر قسرا وأحيى ظلامه وإن شئت يوما شد أودي أتربص فضلات القمامه لتخرج من قصر الامام *** أنا ابن خباز في المدينهْ كان يصفي الدقيق ويرقق عجينه ويوفي الميزانا كان يحفظ الخمس ويكره الرجس ويوسع الآذانا وكان الحاكم بأمر الله في قصر الضيافهْ يسير شؤون البلاد وجحا يحكي ألف خرافة وخرافه ليسلس عنان الرقاد حتى إذا أهل الفجر وأرقل الليل سجافه وأذن أبي في العباد أرسل الخليفة سيافه والقواد وأتباع القواد قال : قطعوا أطرافه حتى يكون عبرة للأوغاد *** تهت أترقب في المدينه سبع يتامى وأرملة مسكينهْ ولا نحمل شيئا من حطام الزمان وأقيمت الاعراس والولائم ورفعت الرايات والاعلام وصفت الموائد المذهبة القوائم وحشرت الغانيات والخدام طهي شيٌّ أنغام ودامت الأفراح والمواسم *** لن أركع يا سيدي ولن تقتلني الندامه وأقيم الصلاة فجرا وأتقنها حق إقامه وأوسع الآذان ويصير أمرك عليك غمامه ويبلغ بك العمر أشده ويمنعك ختامه ويصيبك سيدي السرطان يامن شردت الخباز وأيتامه حقي دين عليك إلى يوم القيامه يوم يهلك السلطان ذ. الحسن محب