س : بنت تدرس في الثانوية، وتعلق في بيتها صور الجنس والعري، وتهدد أباها -وإن هو منعها- بالذهاب إلى قاضي الأطفال ليجد لها غرفة مستقلة تصنع فيها ما تشاء فما حكم ذلك؟
ج : اما البنت فمادامت على هذه الحالة فهي عاصية عاقة. وأما الأب فعليه أن يمهلها مدة يأخذها فيها بالتي هي أحسن وأقوم؛ فيعظهاا ويذكرها ويوقظ فيها مشاهر الإيمان ويحاول بمختلف الوسائل أن يثير فيها مكارم الاسلام وأن يحيي فيها المروءة وشعورها بالكرامة.. فإن أصرت بعد هذا كله على ما هي عليه، فعليه أن يزجرها بالقوة، لأنه مسؤول عنها وعن تربيتتها على مبادئ الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : >كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته<.
فعليه بمقتضى هذه المسؤولية والرعاية أن يلزمها بالاسلام ويحملها على أحكامه وقيمه ومبادئه، فإن تحدت أباها واستعانت بالقانون (قاضي الاطفال) وأخرجها من بيت أبيها رغماً عنه، فِإثْمُهَا وجريرتها حينئذ على نفسها.
س : ما حكم الاسلام في التربيية البدنية للاناث؟
ج : إن صحة الجسم وسلامته من الامراض والتشوهات، وقوته ونشاطه أمر ضروري لأداء المهام الدينية كأركان الاسلام والجهاد، أداء مرضيا، وعلى الطاعات والقربات الاخرى، كما هو لازم لمزاولة السؤوليات والوظائف الدنيوية على أحسن وجه، مشاركة في خير المجتمع.
والأنثى -في الاسلام- كأخيها الذكر في كثير من الوظائف الدينية. وقد تضطرها الظروف المتقلِّبة إلى القيام بأعمال هي من اختصاص الرجال. كل ذلك تتحمله المرأة بالاضافة إلى أعباء الحمل والولادة والتربية وشؤون البيت، وكلها أتعاب وأثقال، لا يقوى عليها ضعاف الابدان والعقول والنفوس، ولعل القولة المشهورة : العقل السليم في الجسم السليم تعني هذا..(وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : >المومن القوي خير وأحب إلى الله من المومن الضعيف وفي كل خيير…< مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
واعتباراً لما ذُكِرَ تكون التربية للاناث اللواتي لا يزاولن أعمالا تكفي عن التربية البدنية(الرياضة) أمرا مطلوبا في الاسلام ومرغوبا فيه، لكن بشروط أهمها :
- أن يكون محل التربية خاصا بالاناث، ومستورا، لا يطلع عليه أي رجل.
- وأن تكون المربية أنثى، وأمينة يوثَق بدينها ويُرضَى خلقها وتتقن مهنتها، فبدن الانثى ليس هو بدن الرجل.
- وأن يكون لباسهن محتشما كاسيا.
- وأن لا تلهيهن الرياضة عن الواجبات الدينية الموقتة.
- وأن يتربين للأهداف الشرعية االمذكورة وشبهها.
فإن كن يربين أبدانهن لاهداف غير مشروعة كالتباهي والتفاخر، أو للرقص والغناء، أو للسطو والاعتداء على الضعاف فإن الاسلام يرفض هذه الغايات، ويمنع ما يساعد عليها سدا للذرائع، ودرءا للمفاسد،والله أعلم.
س : هل يجوز للمسلم أن يكرم جاره الكافر؟
ج : إن المسلم عنوان السلام والتفاهم، ورحابة الصدر، وحب الخير للناس كافة. وجار المسلم قد يكون مسلما صالحا، وقد يكون فاسقا، وقد يكون كافرا... فعلى المسلم أن يكف أذاه أولا عن الجميع، أما إكرامه وإحسانه إلى جيرانه فحسب الاولى والاقرب.
وكلما حسنت مجاورة المسلم لجاره الكافر أو الفاسق إلا وكان المجال مُعيناً على التفاهم والنصيحة غالبا، وخير ما يكرم به المسلم جاره الكافر بعد ذلك أن يستدرجه على مسلم الهداية، فلعل الله تعالى يهديه علي يديه، فيكون عتقا له من النار.
ولكن كيف يستجيب لك من لم يتعرَّفْ عليك، ولم يطمئن إلى جهتك، ولم ينله خيرُك وبرُّك!
ثم إن كفر الكافر لا يبيح للمسلم أن يؤذيه أو يخونه أو يعتدي عليه، إلا إذا كان في حالة حرب معلنة بين الاسلام والكفر.
أخرج مالك في الموطأ ومسلم في صحيحه عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : >من كان يومن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره<. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد جاره اليهودي ويسأل عن أحواله، ولا يسمح بإذايته.