تسعى كل حكومة إلى إحداث نهضة شاملة في عهدها ، وكلما دخلت حكومة لعنت أختها، حتى إذا اداركوا في مجلس النواب قالت اولاهم لأخراهم أرنا ننظر برامجكم فقالت أخراهم ربنا احكم بينناوبين القوم السارقين ثم بدأت تسألها وهي تجيب.
قالت ما هي مبادئكم؟ قالت الاشتراكية، قالت وما الاشتراكية ؟ فقالت أن تكون أموال الشعب أموالنا وأراضيهم لفلاحينا ،وعيالهم لشبابنا، “ثم سكتت زمنا”.
قالت ما هي مبادئكم؟ فقالت إنها الليبرالية، قالت وما الليبرالية؟ فقالت : حرية التفكير إلا في ما من شأنه الإخلال بالأمن و…! وحرية الكسب إلافي مامن شأنه الإغناء و… وحرية التملك إلا في ما من شأنه الزيادة على الاسكان و…! “ثم سكتت زمنا”
قالت ما هي مبادئكم؟ فقالت : إنها الإسلام ،قالت وما الإسلام ؟ فقالت الإسلام هو استسلام الشعب وإنابته لمجلس الشعب وقادته، ثم قدرت وفكرت فقالت وأيهم لأسس النهضة أرشد، فقالت ما السائل بأعلم من المسؤول ثم هتف في آخر المجلس مؤرخ قائلا ارسلون إلى الحجوي، أيها الحكيم أخبرني عن أسس النهضة، قال :
<<فكل نهضة لا تؤسس على مبادئ الدين الصحيح والأخلاق الفاضلة تكون خلوا من الفضيلة وخطرا عاما على البلاد... ولولا الأديان والرسل عليهم السلام ما وصل البشر لهذا الرقي الذي هو عليه ولما كان اإا وحشا ضاريا مفسدا شريرا في الأغلب من أفراده... فعليهم بإنهاض قومهم ووطنهم اقتصاديا بالإرشاد إلى استخراج كنوزه العظيمة التي اختلطت بأرضه ومائه، وبث روح جديدة في التجارة والصناعة وكافة أنواع الإقتصاد، حاربوا الفقر بالإقتصاد والإختصار من العوائد التي تستنزف الأموال، باستنتاج الخيرات من الأرض والمياه وبإحياء الصناعات الوطنية والنهوض بها، إلى مستوى الرقي الجديد، فبالإقتصاد أصبح العالم مستعمرة إسرائلية.
واستعينوا على ذلك بتهذيب الأخلاق. فالأخلاق أساس كل نجاح، وفساد الأخلاق هو عين الإخفاق. وليتجنبوا المجادلات الدينية والإختلافات المذهبية ،فذلك شيء فرغ منه... وليجتهدوا أن يتخرج منهم مدرسون ماهرون يحاربون الأخلاق التي اوجبت انحطاطنا في الهيأة العالمية ويحاربون تطرف الأفكار التي أضاعت وقتنا وليحاربوا عدو الإسلام الألذ :داء الامية ...>>
محمد الحجوي الثعالبي : >الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي< :
المكتبة العلمية بالمدينة المنورة الطبعة الاولى سنة 1396هـ. 2./388- 389.